ارتفاع "إرهاب الطرقات" مجرم يقتل الأبرياء أيام قلائل تفصلنا عن انقضاء الشهر الفضيل، شهر العبادة والرحمة، الضيف العزيز الذي يزورنا مرة كل عام جالبا معه الخير والبركة ومعلم الفضائل الحميدة التي وجب التحلي بها فأكثر ما يميز شهر رمضان هو لم شمل العائلة والأحباب في السهرات بالعبادات والدعاء والتهجد خصوصا في أيام العتق من النار، إذ لكل رمضان نكهة خاصة لكن أمام هذا وذاك يعد الشهر الفضيل لدى الجزائريين من أهم الشعائر الدينيه ويولونه مكانه خاصه بين باقي الشعائر الإسلامية الاخري.لم يعد الركن الرابع في أركان الإسلام فحسب، بل أصبح جزءا من الثقافه والموروث الاجتماعي لديهم وسط أجواء يصنعها هذا الضيف العزيز من كل سنة فميزة رمضان 2013 أحداث وتطورات جديدة فلم يكن كباقي الرمضانات لا على الجزائريين ولا على باقي الشعوب الإسلامية الاخري. المزابل تلتهم مأكولات الجزائريين بحلول شهر الصيام تعمد الكثير من العائلات بشراء وتحضير كميات كبيرة من الطعام بكافة أنواعها وتقوم بإعدادها وطبخها وتحضيرها لتناولها على وجبة الإفطار إذ من المعروف أن المواطن الجزائري يهوى رؤية المائدة ممتلئة عن أخرها ومنوعة بكل الأطباق وأشهى الحلويات والفواكه ولكن الذي يحدث وبكل أسف أن هذه الأسر لا تستهلك ربع هذه الكميات الكبيرة التي قامت بشراءها وتحضيرها ويتم رمي الباقي في القمامة. أطباق كاملة من الأطعمة والمأكولات المكلفة...كميات هائلة من الأغذية الطازجة والمصنعة ومن أنواع الخبز والحلويات، ترمى يوميا في مزابل الجزائريين منذ دخول شهر رمضان.لتأكل المزابل في شهر رمضان أكثر من المواطن إذ وأنت تتجول في الأحياء تجد الكميات الهائلة التي يخلفها المواطن كل يوم من رمي وتبذير للمأكولات التي تنتج لامحالة روائح كريمة ومناظر بشعة تشوه الوجه العمراني للأحياء.حيث يعتبر بعض المواطنين الجزائريين هذه المناسبة العظيمة مناسبة للشراء المفرط للمواد الغذائية وفترة مميزة للتبذير بكل أنواعه، حيث يتهافت الصائم خلال شهر رمضان على مختلف المأكولات التي تباع، إلى جانب مجموعة معتبرة أخرى من أنواع الخبز التقليدي الذي يشتهي أكله "كالكسرة"و"المطلوع" "وخبز الزيتون" وغيرها من الأشكال الاخري، ليكون مصير هذه الأكياس المتكدسة من الخبز إلى المزابل وأمام هذا كشف الإتحاد الوطني للتجار والحرفيين الجزائريين عن نتائج تحقيق ميداني هو الأول من نوعه حول واقع التبذير في شهر رمضان بالتنسيق مع الفيدرالية الجزائرية للمستهلكين وأعوان النظافة، بين أن متوسط استهلاك الفرد الجزائري في شهر رمضان قدر ب250 دج يوميا، يبذر منها 12 دج أي ما قيمته 7500 دج من الاستهلاك و350 دج من التبذير، بقيمة 10ملايير دينار في الشهروبين التحقيق أن الجزائريين يستهلكون 2،1 مليار خبزة خلال رمضان 50 مليون خبزة مصيرها المزابل وهذا بسبب الدعم الذي طال هذه المادة التي تبذر بشكل غير مسبوق كلما حل الشهر الفضيل، وبين التحقيق أيضا أن التبذير يطال 60 بالمائة من المواد المدعمة على غرار الخبز والحليب والسكر والزيت، وفي هذا الإطار قال الناطق الرسمي للاتحاد العام للتجار والحرفيين الجزائريين طاهر بلنوار أن التحقيق جاء بالتنسيق مع شبكة كبيرة من التجار وعمال النظافة الذين كشفوا عن حقائق مهمة مفادها أن التبذير يكون بطريقة غير عقلانية في الأحياء الراقية أين وجدوا كميات معتبرة من المواد الغذائية رميت في المزابل وهي صالحة للاستهلاك وهو ما أثبته التحقيق الذي بيّن أن 10 بالمائة من الجزائريين مسؤولون عن 80 بالمائة من التبذير، وهذا ما يدل على أن الثقافة الاستهلاكية عند العائلات الفقيرة أكثر وعيا من العائلات الغنية التي تعتمد في استهلاكها على الكميات التي عادة ما تلتهمها المزابل. قاتل الأرواح "إرهاب الطرقات" بسبب حوادث المرور لم يعد يستثني الموت أحدا في الجزائر لا الشاب ولا الكاهن ولا امرأة ولا الأطفال إذ تشهد الجزائر ارتفاعا مقلقا في حوادث السير خاصة خلال شهر رمضان. ورغم وضع ترسانة من القوانين المتبوعة بغرامات مالية كبيرة، فإن ذلك لم يضع حدا لظاهرة "إرهاب الطرقات" كما يسميها الجزائريون. ورغم تأكيد مسؤولين على صعوبة تحديد أسباب الحوادث، فإنهم يؤكدون على دور العنصر البشري فيها، مشددين على ضرورة اتخاذ إجراءات رادعة للحد منها. وتبين الأرقام المسجلة أن لا أحد يستطيع أن يقف في وجه إرهاب الطرقات ووفق معطيات رسمية فإن 33147 حادثا مروريا وقعت خلال الشهور الستة الماضية، وتسببت في حصد أرواح 2117 جزائريا من مختلف الأعمار، وإيقاع 33872 جريحا. وتسجل الحوادث ارتفاعا قياسيا خلال شهر رمضان من كل عام. وفي هذه السنة تشير إحصائيات مصالح الحماية المدنية إلى تسجيل أزيد من 1400 حادث مروري أودت بحياة 46 شخصا، وأدت لإصابة 1600 آخرين بجراح متفاوتة الخطورة. شباب يصومون عن الطعام رغم أننا في الأيام الأخيرة من شهر رمضان شهر الصيام عن الأكل والشرب والشهوات والتفرغ إلى العبادات وطلب المغفرة والأجر والثواب من رب العباد إلى أن هذا قد لا يعني البعض الذين لا يفرقون بين شهر العبادة وباقي الأيام إذ تستمر ظاهرة معاكسة الفتيات في شهر رمضان الفضيل رغم أم معظم الفتيات الجزائريات يفضلن في هذا الشهر عدم وضع المساحيق والماكياج واللباس المحتشم حتى لا يقعن في فخ المعاكسة إلا أن هذا قد لايشفع أحيانا حتى في شهر العبادة بالرغم من أنه مناسبة للتوبة والابتعاد عن ما يغضبه إلا أن الفتيات يشتكين من المضايقات والتي تفسد صوم العبد كون أن الصوم ليس على الأكل فقط بل باقي المفطرات إذ نلاحظ عند تجولنا بشوارع العاصمة أن بعض الشباب الجزائري يعاكس الفتيات لكن بألفاظ يمكن أن نقول عنها " مهذبة " كاستعمالهم عبارة "خسارة راني صايم " " اللهم أني صائم " وغيرها من الألفاظ التي يمكن أن تؤذي صوم الشاب المعاكس.ويجمع الشباب على أن الفتيات هن المسؤولات عن هذه المعاكسات و أن الفتيات هن من يشجعن الشباب على المعاكسات في شهر رمضان وغيره ويقول البعض نستعمل ألفاظ للمعاكسة تليق بالشهر حتى لا نأخذ الكثير من الذنوب في حين يلجأ البعض للجوء إلى النوم حتى لا يقوم بمعاكسة الفتيات أو التحدث معهن عبر الهاتف.في المقابل يرى الفتيات المستهدفات بأنهن يتعرضن في شهر رمضان إلى ظاهرة المعاكسة وبشكل شبه يومي ضاربين بعرض الحائط كل مبادئ واجب الالتزام بها في رمضان. الذي أصبح "موسما للمعاكسة لا للعبادة"، حيث أن الظاهرة التي تستمر طوال اليوم وتكثر بعد الإفطار وهناك من الفتيات من يتعرضن للمعاكسة أثناء توجههن إلى المساجد من اجل أداء صلاة التراويح. وحتى المحجبات اللواتي يتعرضن للمعاكسات في رمضان، ومنهن من يتعرضن للتحرش من دون مراعاة لخصوصية الشهر. الراي "خباط " والموسيقى الصاخبة تغتصب قدسية رمضان عادات جديدة تجتاح المجتمع وتجعله يميل إلى البذخ في كل شيء، من الأكل إلى السهر كما أن هناك تنوعاً بارزاً في العادات الدخيلة على المجتمع الجزائري والتي طرقت حرمات العائلات لم تكن منتشرة في باقي أيام السنة لتعرف رواجا كبيرا في شهر رمضان سهرات وموسيقى صاخبة ميزت حفلات وسهرات بعض المواطنين الذين لم يستغلوا هذا الشهر في العبادة والرحمة و استغلوه في السهر والمنكرات إذ تبدوا ساعات رمضان بطيئة في النهار. لكن ليالي المدن تعطي انطباعاً آخر. التهريب والمخدرات واللاأمن تطال الحدود هذا وقد عرف رمضان 2013 ظاهرة تهريب المحروقات والوقود على الحدود الغربية وحتى الجنوبية والتي شهدت تنامي كبير وهذا ما أكده وزير الداخلية والجماعات المحلية دحو ولد قابلية في تصريح سابق له عندما أكد على أن نسبة 25 بالمائة من إنتاج الجزائر للوقود "يضيع و يهرب" عبر الحدود وأن الحكومة عقدت مؤخرا إجتماعا وزاريا مشتركا لدراسة مشكل ندرة الوقود في الولايات الحدودية. وأوضح أنه تم خلال هذا الاجتماع إتخاذ العديد من الإجراءات منها الأمنية معتبرا أن ظاهرة تهريب الوقود "أصبحت مشكلا أمنيا و إقتصاديا في آن واحد" مشيرا من جهة أخرى إلى أن "ولاية تلمسان أصبحت تستهلك مادة الوقود أكثر من ولاية الجزائر" وكشف تقرير رسمي جزائري أن سلطات الأمن الجزائرية حجزت أكثر من 50 طناً من المخدرات خلال النصف الأول من السنة الجارية 2013.