بين الرغبة و الخوف.. الأولياء حائرون إقبال محتشم تشهده طاولات بيع ألعاب الأطفال تسحر الأطفال بألوانها الزاهية و نوعيتها المسلية المتواجدة في الأسواق و في قارعة الطرقات يزداد يوما بعد يوم أمام العد التنازلي لحلول العيد الفطر المبارك من قبل الأولياء، الذين وجدوا أنفسهم في حيرة من أمرهم بين طلبات أولادهم و الخوف من خطورة هذه الألعاب و الغلاء الفاحش الذي تشهده محلات لبيع ألعاب الأطفال،التقت بهم يومية "الاتحاد" في جولة استطلاعية لها في بعض أسواق العاصمة ،حيث صرح لنا "محمد" و "عبد الله" و "رابح" الذين كانوا يتفقدون تلك الألعاب بما فيهم ألعاب نارية و المسدسات البلاستيكية من إحدى الطاولات المختصة ببيع الألعاب في سوق باب الواد، هم ليسوا بأصدقاء و لكن سر إقبالهم إلى اقتناء مثل هذه الألعاب كان مشتركا بينهم هو الغلاء الفاحش للألعاب المعروضة داخل المحلات أمام إلحاح أبنائهم على الحصول على مثل الألعاب التي يستمتعون بها أقرانهم من الجيران و الأصدقاء في أيام العيد المبارك،"لجوي غاليين بزاف لازم نشروا مالطابلة شوية رخاص..واش تحبي نشرولهوم محارق مي نعسوهوم خير منشفوهوم يبكوا فهذي العواشر.."،هكذا أختار بعض الأولياء تلبية طلبات أبنائهم على أن يروا الدمعة في يوم الفرحة و البهجة و السرور. ..و منهم من رفض التهلكة لأبنائهم بينما رفض آخرون من اللعب بحياة أبنائهم كونها المعنيين الأولين بها لا سيما الأمر يتعلق بسلامة أطفالهم و ما عرفته السنوات الماضية أكبر دليل على ذلك، و من بين هؤلاء السيدة "نصيرة" أم لثلاثة أولاد التي ترى أن تلك الألعاب النارية و الخطيرة ليست في مصلحة أبنائها بل اصطحابهم إلى الحدائق و المنتزهات هو أحسن بديل لتجنب الأضرار التي قد تسببها في مثل هذه المناسبة الدينية العظيمة،ناهيك عن التنقل بهم إلى الأهل و الأقارب لغرس فيهم خلق صلة الرحم تعلق قائلة"منكذبش عليك منخسرش دراهمي على حاجة تضر بولادي..إلا إذا اشروهوم بتخبية عليا.."،و تضيف أن امتناعها عن الشراء ليس بسبب عدم توفرها للمال بل خوفها من النتائج الوخيمة التي قد تسببها. و تعود حادثة "فقس عين أيوب" إلى الذاكرة.. قد تلحق هذه الألعاب الخطيرة أضرار جمة على الأطفال أغلبها تلك التي تمس منطقة العين المنطقة الجد حساسة ،ناهيك عن الخدوش و الندبات التي تشمت أوجه البراءة بسبب الاستعمال العشوائي لتلك المفرقعات النارية و المسدسات البلاستيكية،ففي كل عام تعود إلى أذهاننا صورة "أيوب" من بومرداس وحيد أمه الذي لم يتجاوز العشر سنوات،نهض باكرا و ارتدى ملابسه الجديدة و التحق بأقرانه للعب في ساحة الحي معهم صبيحة عيد الفطر الماضي و كلهم فرحة و بهجة و سرورا،و هم يستمتعون بمختلف الألعاب مسلية شكلها خطيرة سمومها فيحبذون مباغتة أصدقائهم بها من باب اللعب و اللهو الذي عادة ما تكون نهايته مصالح الاستعجالات،و من غير قصد تلقى "أيوب" طلقة أحد المفرقعات من قبل زميله أثناء لعبه أفقدته عينه اليمنى و جعلته يقضي أيام العيد بين أربع جدران المستشفى،حادثة زرعت الخوف و الهلع في حيه و حولت أجواء الفرح إلى حزن. و تبقى الحيطة و الحذر.. إلا أن أغلب التجار ما زالوا يتمسكون بترويج مثل هذه الألعاب التي تؤدي إلى التهلكة و بيعها و في المقابل نجد أولياء يشترونها متجاهلين مدى خطورتها على أبنائهم حتى تحدث كوارث تحول الفرح قرحا و بعدها يأتي العتاب و الندم في وقت لا ينفع بل يضر بصاحبه،فما على الأولياء إلا مراقبتهم أثناء احتفالهم بأيام العيد و عدم تركهم بمفردهم أثناء لعبهم بهذه الألعاب النارية و ذلك لخطورتها الكبيرة عليهم.