أعلنت جماعة الإخوان المسلمين عن خريطة خروج أنصارها أمس الجمعة بتحرك المسيرات من 28 مسجداً بمحافظتي القاهرة والجيزة، تحت شعار "جمعة الغضب"، وذلك رداً على فض اعتصامي "رابعة العدوية" و"النهضة"، وبحسب بيان صدر عن "التحالف الوطني لدعم الشرعية"، ونضمت المسيرات من جميع المساجد بعد صلاة الجمعة إلى أقرب نقطة لها، كما انطلقت مسيرات في جميع محافظات مصر. وفي هذا السايق، قال جهاد الحداد، المتحدث باسم الإخوان المسلمين، على موقع "تويتر" إن "المظاهرات ضد الانقلاب انطلقت من جميع المساجد في القاهرة واتجهت إلى ساحة رمسيس بعد الصلاة في جمعة الغضب"، وفي المقابل، أثارت هذه الدعوة المخاوف من اندلاع أعمال عنف جديدة في البلاد التي شهدت الأربعاء أصعب يوم في تاريخها الحديث مع سقوط أكثر من 630 قتيلاً، حسب حصيلة رسمية، في فض اعتصامي أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي في القاهرة وما واكبه من أعمال عنف في جميع أنحاء البلاد. واعتبرت ذات المصادر أن هذه المخاوف جعلت حركة 6 أبريل تدعو أعضاءها إلى عدم الاستجابة لدعوات التظاهر نهار أمس وكذلك الأزهر الشريف، مؤكدا أن هناك مخاوف حقيقية من وقوع اشتباكات بين المتظاهرين، وكان التحالف الوطني لدعم الشرعية في مصر قد دعا إلى مظاهرات يوم أمس تحت شعار "مليونية الغضب" وذلك بعد صلاة الجمعة على أن يتجمع المتظاهرون في ميدان رمسيس بقلب القاهرة، وقال المتحدث باسم جماعة الإخوان المسلمين أحمد عارف إنهم يصرون على التظاهر لأنهم أصحاب حق، وأضاف أن الجماعة لا تزال تشدد على السلمية في المظاهرات، وفي جانب آخر، دعت حركة تمرد المواطنين المصريين لتشكيل لجان شعبية أمس والنزول في كل شارع وحي لحماية البيوت والمساجد والكنائس. وقال المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين في مصر الدكتور محمد بديع إن المظاهرات التي تشهدها أنحاء شتى في مصر هي دليل على رفض “حكم العسكر”، وقال بديع في رسالة تلقت وكالة الأنباء الألمانية نسخة منها صباح أمس " ثم إن التفويض المزعوم تجلت نتيجته في مذابح المنصة ورابعة العدوية والنهضة وسائر محافظات الجمهورية، فهل هذا ما كانوا يريدون؟ إن المظاهرات التي لا تتوقف في كل محافظات الجمهورية تقطع بأن هذا الشعب المصري الذي ذاق طعم الحرية ودفع الشهداء ثمنا لها في ثورة 25 يناير 2011 لن يفرط فيها مهما كان الثمن، وأنه لن يقبل أن يدخل إلي حظيرة حكم العسكر من جديد". مجلس الأمن يدعو لضبط النفس ووقف العنف بمصر دعا مجلس الأمن الدولي فجر أمس كافة الأطراف في مصر إلى وضع حدٍ للعنف، وممارسة أقصى درجات ضبط النفس، في أعقاب مصرع مئات الأشخاص عندما قمعت قوات الأمن الاحتجاجات المطالبة بعودة الرئيس المعزول محمد مرسي إلى سدة الحكم، كما دعا أعضاء المجلس إلى مصالحة وطنية، وأعربوا عن أسفهم لوقوع خسائر في الأرواح وعن تعاطفهم مع الضحايا، وقالت سفيرة الأرجنتين لدى الأممالمتحدة ورئيسة الدورة الحالية لمجلس الأمن، ماريا كريستينا برسيفال، للصحفيين، عقب اجتماع عُقد حول الوضع في مصر، إن "أعضاء المجلس يرون أن من المهم إنهاء العنف في مصر، وأن على جميع الأطراف ممارسة أقصى درجات ضبط النفس"، وخلال الاجتماع الطارئ الذي عُقد خلف أبواب مغلقة، أطلع يان إلياسون نائب الأمين العام للأمم المتحدة أعضاء المجلس على الوضع في مصر، وانعقدت جلسة بناءً على طلب مشترك من قبل فرنسا وبريطانيا وأستراليا، وهي دول تتمتع بعضوية مجلس الأمن، وقالت برسيفال إن هناك رغبة مشتركة في ضرورة وقف العنف، والإسراع نحو تحقيق مصالحة وطنية. صلاح عبد المقصود: فض الاعتصاميْن جريمة منظمة ووصف وزير الإعلام المصري السابق صلاح عبد المقصود طريقة فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة ب"الجريمة المنظمة" مؤكدا أن النظام "الانقلابي الدموي" أصر على تنفيذها رغم التحذيرات التي صدرت من مختلف الجهات المحلية والدولية، وقال عبد المقصود في تصريحات خاصة إن "ما حدث الأربعاء مذبحة متكاملة الأركان لم تشهد مصر مثلها من قبل حتى في أزمنة الاحتلال، وأضاف أن دماء الآلاف من الشهداء والجرحى (من الرجال والنساء والأطفال) ستلاحق حكومة الانقلاب, وأن كل من تورط في هذه الدماء بالفعل, أو التحريض, أو التشجيع, سيلقى حسابه من الشعب الذي لن ينسى من أجرم في حقه, وسيقدمه للعدالة عاجلا أو آجلا. الشارع العربي يستمر باحتجاجه على "مجزرة" مصر استمر الشارع العربي بتحركاته الاحتجاجية المتعلقة بالشأن المصري، وخرج آلاف المتظاهرين في الشوارع العربية للتنديد بما سموه مجزرة الجيش المصري بحق المعتصمين والمتظاهرين من مؤيدي الرئيس المعزول محمد مرسي في ميداني النهضة ورابعة العدوية، وتواصلت التحركات بعد الإدانات الواسعة للطريقة التي قامت بها قوات الأمن المصرية باقتحام الاعتصامين، وما تلاها من أعمال عنف أدت إلى سقوط عدد كبير من الضحايا، ففي اليمن خرج أول أمس آلاف المتظاهرين في العاصمة صنعاء ورفع المتظاهرون لافتات تندد بما وصفوه بالانقلاب العسكري ورددوا شعارات تشجب استعمال القوة المفرطة ضد المعتصمين، وطالب المتظاهرون الجيش والقوى الأمنية بترك الميادين والعودة إلى ثكناتهم على الحدود. كما تعاقب ناشطون حقوقيون على المنصة ووصفوا ما قام به الجيش بالإبادة الجماعية في حق مواطنين مصريين. وفي العاصمة الليبية طرابلس طالب حشد من المتظاهرين الليبيين مساء أول أمس حكومة بلادهم بقطع جميع علاقاتها مع الحكومة المصرية حتى وقف ما وصفوه بحمام الدم والاحتكام لصناديق الاقتراع والامتثال للشرعية، وجاءت هذه المطالبة من قبل بضع عشرات من المتظاهرين خلال وقفة احتجاجية لهم أمام مقر السفارة المصرية بالعاصمة طرابلس احتجاجا على ما أسموه بالجرائم التي ارتكبتها قوات الأمن المصرية ضد المُتظاهرين المؤيدين للرئيس المصري المعزول محمد مرسي. ورفع المتظاهرون لافتات نددت بما اعتبروه مجزرة بحق المعتصمين في مصر وطالبوا بطرد السفير المصري أشرف عقل وسحب البعثة الدبلوماسية اليمنية من القاهرة. كما رفعوا صورا لمرسي وأدانوا ما وصفوه وقوف دول عربية إلى جانب الانقلابيين العسكر في مصر، ونظم مئات من الأردنيين في االعاصمة عمان، اعتصاما في محيط السفارة المصرية احتجاجا على فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة، وسقوط مئات القتلى والجرحى في صفوف المعتصمين السلميين.