انطلقت الأحزاب السياسية في الجزائر في مرحلة التحضير للرئاسيات القادمة، وشد كل حزب منهم الرحال لخوض غمار الرئاسيات، بتنظيم الملتقيات تمهيدا للحملة الانتخابية ولحسم الأمور ووضعها في نصابها، خاصة لمن لا يملك أمينا عاما ولا رئيسا له. وقامت العديد من الأحزاب بتنظيم ملتقيات وتهيئة الأجواء للرئاسيات المزمع عقدها بدخول 2014، فحزب تجمع أمل الجزائر "تاج" بزعامة وزير الأشغال العمومية عمار غول أكد أول أمس أن تشكيلته السياسية ستلعب "دورا هاما" في الانتخابات الرئاسية، موضحا أمام مناضلي حزبه خلال تجمع شعبي نظم بالقاعة المتعددة الرياضات للشهيد احمد وزاني ببلدية جندل أن "الانتخابات الرئاسية المقبلة تشكل مرحلة هامة في الحياة السياسية الوطنية وأن حزبنا سيلعب دورا هاما فيها"، ما يعني أن الحزب متأهب لخوض غمار الانتخابات، حيث قال في اللقاء الذي جمعه مع مناضلي الحزب أن الموعد الانتخابي يمثل "فرصة لتعزيز المسار الديمقراطي" في الجزائر و"حماية الوطن من الأخطار التي تترصده في هذه المرحلة الحساسة التي تتميز بالاضطرابات التي تشهدها عديد البلدان العربية والإفريقية". وفي هذا الصدد دعا الحزب كل إطاراته إلى "فتح الأبواب أمام الشباب" من أجل "توسيع جبهة المناضلين والمتعاطفين وتعزيز موقع الحزب في المشهد السياسي الوطني"، مضيفا أن "تجمع أمل الجزائر ليس حزبا صغيرا حيث استطاع خلال سنة من تأسيسه أن يكون متواجدا في مجموع مناطق الوطن و حتى في أوساط الجالية الوطنية المقيمة بالخارج"، وخلص غول في الأخير إلى القول بأن "هدف الحزب يتمثل في العمل على تحقيق تنمية واستقرار الجزائر بالتعاون مع جميع القوى الحية في البلاد" داعيا إلى توحيد الصفوف وتعزيز مكتسبات سياسة المصالحة الوطنية". اختيار الأمين العام ومن ثم الرئيس... وعملت أحزاب أخرى على تنظيم أمورها الداخلية لكي تكون جاهزة للحملة الانتخابية التي باتت بوادرها تلوح في الأفق، حيث قام حزب التجمع الوطني الديمقراطي أول أمس بتنصيب لجانه الولائية ورؤسائه المكلفين بالتحضير المحلي للمؤتمر الرابع للحزب، وأوضح بأنه قد نظم انتخابات على مستوى 48 ولاية شارك فيها 5951 مناضل من إطارات الحزب الذين شغلوا أو يشغلون مناصب حكومية أو برلمانية أو حزبية. وقال التجمع الوطني الديمقراطي في بيان له أن العملية أسفرت عن انتخاب و تنصيب اللجان الولائية ورؤسائها الذين سيعهد لهم مهمة التحضير المحلي للمؤتمر الرابع" للحزب، وهنئ التجمع الوطني الديمقراطي بالمناسبة "مناضليه على نجاحهم في هذا الاختبار الهام الذي جرى في جو تنافسي كبير ميزه الاحتكام إلى الصندوق الشفاف, وتحت مراقبة محضر قضائي في كل الولايات". وأضاف البيان أن الحزب "يراهن على أن نفس الأجواء ستسود في باقي المحطات المقبلة التي تنتظره، ما يؤكد أن الحزب مستعد للدخول في سباق الرئاسيات لسنة 2014، وكذا انتخاب الجمعيات العامة البلدية التي ستجري في الخمسة عشرة يوما التي تلي الدورة الثانية للجنة الوطنية المزمع عقدها يوم 19 سبتمبر القادم, والمؤتمرات الولائية في النصف الثاني من شهر أكتوبر". وأفاد ذات المصدر أن "آخر محطة قبل انعقاد المؤتمر ستكون المؤتمرات الجهوية التسعة التي ستنظم يوم 16 نوفمبر في كل من ولايات الجزائر وسطيف والمدية و ميلة وورقلة وتسيمسيلت والبيض و خنشلة وعين تموشنت". تهيئة ميدان السباق في الداخل والخارج قام الحزب العتيد الذي اختار عمار سعداني أمينا عاما له في الأسبوعين الماضيين، برسم ملامح دربه في الرئاسيات المقبلة بالداخل والخارج، فاستعرض أمس بالجزائر العاصمة مع النائب عن الحزب الاشتراكي الفرنسي وعضو لجنة الشؤون الخارجية بالبرلمان الفرنسي, جون ماري لوغان, علاقات الحزبين والبلدين وسبل ترقيتهما. وصرح عقب لقاءه هذا بأن الاجتماع تناول "العلاقات بين الحزبين" مبرزا أن "هناك بداية لفتح قنوات جديدة في المستقبل بين حزب جبهة التحرير الوطني والحزب الاشتراكي الفرنسي"، وقال أن الاجتماع تم "بطلب شخصي" من النائب الفرنسي المكلف أيضا بمستشفيات العاصمة الفرنسية باريس. وأكد سعداني أن من أهم أولوياته في الوقت الحالي هي ترتيب البيت (الحزب)، ليكون جاهزا لأي مواعيد وفي كل الظروف، مشيرا إلى أن علاقات تشكيلته السياسية مع الحزب الاشتراكي الفرنسي "الموجود في الحكم حاليا تخدم الجالية الجزائرية و مسار تدعيم علاقات البلدين"، وذكر بأن اللقاء كان مناسبة لتناول "بعض الأمور المرتبطة بالعلاقات بين البلدين سيما التأشيرات وبعض المشاكل التي يعاني منها الجزائريون في علاقاتهم بالإدارة الفرنسية".