شباب في مقتبل العمر وجدوا من مواقف السّيارات غير القانونية مصدر لقمة عيشهم فنصبوا أنفسهم حراسا لها ،الظاهرة التي استفحلت أرصفة و شوارع العاصمة خلال السنوات الأخيرة و التي تتزايد باستمرار نتيجة الربح الذي تدره بدون بذل أي جهد ،فلم تعد تخلوا المدن الجزائرية من هذا النشاط الذي تحوّل إلى قطاع التشغيل رقم واحد لدى الشباب بسبب شبح البطالة الذي يطاردهم. لم يتركوا أصغر المساحات إلا و جعلوا منها ساحة ركن خاصة بمواقف السيارات مقابل مبلغ متعارف عليه بين 50 إلى 100 دينار جزائري بحجة كونهم السكان الأصليين للمنازل المجاورة،إلا أن بعض السائقين استنكروا هذه الظاهرة التي باتت تستنزف جيوبهم و اعتبروها بمثابة ضريبة،فارتأت يومية "الاتحاد" أن تسلط عليها الضوء من خلال جولة استطلاعية قامت بها في بعض أحياء العاصمة. "الباركينغ" يرهن الشباب استقطبت مواقف السيارات العديد من الشباب حتى تحول إلى قطاع التشغيل من الدرجة الأولى لديهم رغم الشهادات العلمية التي يحملونها أمام شبح البطالة الذي بات يهددهم،فما يقارب 20 بالمائة من الشباب وجدوا من هذا النشاط مصدر رزق و عيش لهم ،و من بين هؤلاء "سفيان" حارس "باركينغ" بساحة أودان بالعاصمة الذي صرح في حديثه ليومية "الاتحاد" أنه انخرط في هذه المهنة منذ 3 سنوات بعد تخرجه من الجامعة و تعبه من البحث عن منصب عمل،و يضيف أنه فخور بهذه المهنة التي وفرت له حاجياته المادية و المعنوية.فكثيرون من أمثال "سفيان" الذين وجدوا في مواقف السيارات مهنة تسدّ رمقهم من الجوع. مواطنون اعتبروها ضريبة.. و من خلال تجوّل يومية الاتحاد" ببعض شوارع العاصمة لاحظنا فئات شبابية تطالب أصحاب السيارات بمبالغ مالية بعدما استوقفوها عندهم،حيث أجمع العديد من سائقي السيارات أنها بمثابة ضريبة باتت تثقل عاتقهم ،و هذا النشاط قد تحوّل إلى مضايقة حقيقية لهم و التي غالبا ما تنتهي بخلافات و مناوشات كلامية بين السائقين و حراس المواقف الذين يستعملون العنف كثيرا، و في هذا الصدد يقول "عبد اللطيف" موظف بإحدى مستشفيات العاصمة أنه كثيرا ما يدخل في نزاعات و مناوشات كلامية مع أولئك الحراس بسبب أسلوبهم الخشن و العنيف الذي يستعملونه مع الزبائن ،أما "أمين.ب" الذي التقينا به في إحدى مواقف السيارات يقول أنه في كثير من المرات لا يملك "الصّرف" لدفع ما سماها بالضريبة فيدخل في عراك مع حارس الموقف الذي يرد عليه "أنا ماشي طلاّب عندك راني خدّام كيما أنت..لازم جيبلي الصّرف.."،في حين اتفق غالبيته على ضرورة القضاء على هذه المواقف غير القانونية. ..و آخرون خصصوا لها ميزانية "بزاف علينا يا أختي 50 دينار كل يوم بزاف علينا.."هكذا كانت بداية حديث "رزقي.ن" من بئر خادم،حيث أكد أنه أصبح يخصّص ميزانية شهرية خاصّة يفرضها عليهم حراس موقف السيارات المحاذي لمكان عملهم،في حين هذه المساحات مجانية،متسائلا هل سيأتي اليوم الذي يوضع فيه حدا لهذا الأمر؟،و يشاطره الرأي زميله "رضوان" الذي يجد حرجا في دفع مبلغ مالي يوميا مقابل ركن سيارته في مساحة مجانية. هل ستنظم الحظائر العشوائية؟ ينتظر العديد من المواطنون من أصحاب المركبات قرارا من السّلطات المعنية يأتي بضرورة تنظيم الحظائر العشوائية للسيارات التي باتت تفرض نفسها،و تخصيص أماكن مهيأة لركن سياراتهم من دون دفع ضريبة ،و كذلك تحقيق الأمن و وسائل ناجعة لحراسة سياراتهم من السرقة التي عرفت انتشارا واسعا خلال السنوات الأخيرة . سكان منزعجون من هذه الظاهرة أعرب المواطنون عبر مختلف بلديات العاصمة عن تذمرهم من تصرفات شباب استولوا على الطرقات الرئيسية و الفرعية و كذا الأزقة التي تحولت إلى مواقف خاصة بالسيارات و مختلف العربات،حيث اشتكي العديد منهم من ظاهرة الركن العشوائي للسيارات بفرض بعض الشباب قوانين خاصة بهم لا أساس لها و استحواذهم على الأزقة و الأرصفة التي أصبحت و كأنها تبدوا حظائر خاصة بركن السيارات دون أي وثيقة تثبت ذلك ،سوى أنهم يملكون وثيقة أنهم أبناء الحي لا أكثر،ناهيك عن الإزعاج الذي يعاني منه هؤلاء بسبب رفع الشباب لأصواتهم فضلا عن منبهات و أصوات المركبات التي حالت دون ازدحام على حسب شهادة بعض المواطنين الذين التقت بهم يومية "الاتحاد"،و من جهة أخرى رفض سكان آخرون انتشار مثل هذه التصرفات ،و من بين هؤلاء "عادل.ن" أنهم لا يجدون مكانا يركنون فيه سياراتهم بالرغم من انتمائهم للحي.