تحولت بعض شوارع وأحياء مدينة بومرداس خلال الشهر رمضان الذي يوشك على الانتهاء، إلى مواقف غير شرعية للسيارات اتخذها بعض الشباب أماكن للعمل وكسب الرزق بهدف مواجهة حدة البطالة التي يعانون منها، حيث يختار هؤلاء الشباب الأماكن الأكثر إقبالا من المواطنين، خاصة خلال السهرات الرمضانية، كمراكز البريد، ومصالح الحالة المدنية، وقباضة الضرائب وصندوق الضمان الاجتماعي، ومصلحة استخراج البطاقات الرمادية بمحاذاة مقر ولاية بومرداس. ل. حمزة في مدينة بومرداس يصطدم بهذه الظاهرة التي لم يسلم منها أي شارع أو حي، حتى الساحات المخصصة للعمارات تحولت هي الأخرى إلى (باركينغ)، حيث تجرأ العديد من الشباب على اتخاذ الأماكن التي يرونها مناسبة لمثل هذه (المهنة) مستغلين غياب سياسة الردع لمثل هذه التصرفات والممارسات غير الشرعية، حيث يسير هذه المواقف أكثر من شاب يفرضون قوانينهم الخاصة على المواطنين والمتمثلة في تحديد السعر الذي يدفعه صاحب السيارة وطريقة التوقف، وخصوصا المدة التي تقضيها السيارة في ذلك المكان، وبدأت هذه الظاهرة تعرف انتشارا رهيبا مؤخرا إلى درجة أنه يصعب تحديد عددها، متسببة في العديد من المشاكل للسائقين، الذين يعانون الأمرين في سبيل إيجاد مكان لركن سياراتهم، دون الوقوع في مشادات مع الشبان الذي يفرضون شروطهم على أصحاب السيارات والتي من أهمها الثمن يكون باهظا في الكثير من الأحيان، لا يتقبل السائقون ما يزيد من حدة نرفزتهم خاصة خلال شهر رمضان. ويحتل الشباب الشوارع القريبة من مؤسسات الدولة والإدارات والأسواق، وسط مدينة بومرداس والبلديات الكبرى الأخرى للولاية، حيث يقيمون بين عشية وضحاها مواقف عشوائية بطرق غير قانونية، ولكنها مربحة، وقد أصبحت الظاهرة من المشاهد التي ترهق أعصاب السائق وتثقل جيبه كونها تتكرر يوميا، فبمجرد أن يركن السائق سيارته حتى يأتي أحد الشباب للمطالبة بثمن الموقف الذي يختلف حسب المكان والتوقيت إذ قد يصل إلى غاية 100 دينار، وهو ما يثير استياء السائقين الذين يجدون أنفسهم مجبرين على دفع المبلغ، مقابل ركن سيارتهم، لتفادي الدخول في صراع مع هؤلاء الشباب، الذين يستعملون أحيانا لغة التهديد للحصول على المال. ولأن العائلات خلال شهر رمضان تتوافد على مختلف أماكن التسلية والترفيه، ليلا لتمضية السهرة أو التسوق، خاصة مع اقتراب عيد الفطر، فإن أصحاب المواقف العشوائية، استغلوا هذه الفرصة السانحة لإنشاء المزيد من هذه المواقف هنا وهناك بغرض استغلال هذه الأعداد الكبيرة من العائلات، خاصة في الشوارع المطلة على شاطىء البحر على غرار حي 800 مسكن، شارع بولفار التي يشهد إقبالا واسعا بعد الافطار، وعن هذا يقول رضا الذي جاء مع عائلته من أجل الترفيه عن النفس (أن هؤلاء الشباب الذين لا يحملون بطاقات أو تراخيص، يستغلون حتى الليل لإقامة مواقف عشوائية بهدف جني المال، ولك أن تتخيل المبلغ الذي علينا دفعه، إذا ما اضطررنا إلى ركن السيارة خمس عشرة مرة في اليوم). السلطات تسعى إلى القضاء على الظاهرة وكان وزير الداخلية والجماعات المحلية، دحو ولد قابلية، قد أعلن أن السلطات العمومية تعتزم وضع حد لظاهرة المواقف العشوائية، بكامل ولايات الوطن، بعدما كانت قد شنت في وقت سابق حملة للقضاء الأسواق العشوائية، مؤكدا أنه يستحيل مواصلة التغاضي عن سلوك هؤلاء الشباب، الذي اعتبر أنهم ينصبون أنفسهم حراس مواقف سيارات ويشكلون أحيانا خطرا على السائقين. وأشار مصدر بالمجلس الشعبي الولائي لولاية بومرداس، ل(أخبار اليوم) أن هناك تعليمة من وزارة الداخلية، وجهت لرؤساء البلديات منذ ثلاث أشهر، لإحصاء عدد المواقف العشوائية، موضحا أنه تم على مستوى بومرداس إحصاء أزيد من 40 موقفا عشوائيا، تم بعد دراسة الملفات التي قدمها الأشخاص الذي يسهرون على تسيير هذه الفضاءات، تقنين 5 منها من خلال تسليم المعنيين بطاقات وصدريات، ورخص تسمح لهم بمزاولة نشاطهم بشكل قانوني لمدة سنتين قابلة للتجديد، وأضاف أنه (يمكن تكليف شخص أو شخصين على الأكثر بتسيير موقف واحد بهدف امتصاص البطالة على مستوى البلدية)، كما أوضح أن ثمن ركن السيارة بهذه المواقف حدد ب30 دينارا، مؤكدا على ضرورة تحديد أخر أجل لدراسة جميع الملفات، حتى يتم فيما بعد القضاء على المواقف العشوائية نهائيا.