مغارة وادي صبيح والإبادة الجماعية التي راح ضحيتها 1500 ضحية سنة 1845 بالشلف طالب عدد من مجاهدي بلدية الصبحة في ولاية الشلف من الجهات الوصية بإعادة الإعتبار لإحدى شواهد تاريخ الجزائر بحق، وبشاعة جرائم الإستعمار الفرنسي في حق الشعب الجزائري، من خلال إقامة نصب تذكاري تخليدا لشهداء محرقة النهارات دبوسة بمنقطة وادي الأبيار الواقعة بالجهة الشمالية الغربية لولاية الشلف، والتي تحولت اليوم إلى مجرى لوادي المنطقة. روى مجموعة من سكان المنطقة الذين أعادوا علينا مشاهد الحادثة الاولى عن ابائهم وممن عايشوا بشاعة محرقة النهارات التي تعد نسخة لمحرقة الظهرة التي أبيد فيها مئات العزل من طرف جنرالات الإستدمار الغاشم. وقد طالب هؤلاء من سكان بلدية الصبحة وابناء الاسرة الثورية، وفي مناسبة ستينية الثورة التحريرية المباركة، بتدخل وزارة المجاهدين لتصنيف مغارة نهارات دبوسة بواد الابيار وخصها بنصب تذكاري واحياء ذكراها المزدوجية بين محرقة الجنرال الذي اباد حسب ما رووه، في صمت ثلث سكان المنطقة مابين 1500 الى 2000 شخص يوم 28 اوت 1845 وارتكاب مجزرة خلال ايام الثورة التحريرية راح ضحيتها 75 مجاهدا في يوم واحد أغلبهم من عائلة خروبي يوم 5 سبتمبر 1957. وتكشف المحرقة بحق بشاعة حجم جرائم الاستعمار الفرنسي في حق الشعب الجزائري، إذ وحسب هؤلاء الذين فقدوا ابائهم واشقائهم في ومضة من الزمن امام اعينهم، في محرقة، فإنه ولا تزال إلى اليوم جدران المحرقة ومخارجها الخمسة كصفحة ترتسم عليها اثار بصمة سواد السنة النيران وشاهدة على قصة تشغيل الاستعمار آلة جرائمه البشعة في حق الشعب الجزائري. ثاني جريمة ضد الإنسانية، بعد محرقة غار الفراشيح تعتبر محرقة النهارات دبوسة بمنقطة وادي الأبيار الواقعة بالجهة الشمالية الغربية لولاية الشلف، والتي تحولت اليوم إلى مجرى لوادي المنطقة. ثاني جريمة ضد الإنسانية يرتكبها الجيش الفرنسي الغاشم خلال إحتلاله لبلدنا بعد محرقة غار الفراشيح، شهدت هذه المحرقة ارتكاب مجزرة راح ضحيتها أزيد من 1500 شهيد من سكان منطقة الصبحة الذين فروا إلى المغارة خوفا من بطش الإستعمار و سفحه للإنسانية بدون أي تتردد، المحرقة تمت في سرية تامة خوفا من اكتشاف أمر الجرائم الشعاء الواقعة بها وخوفا من الرأي العام العالمي. التاريخ شاهد عليها حسب رسالة الجنرال "سنتارنوا " شهد على هذه المحرقة الشهداء ممن ماتوا،وشهد عليها كذلك التاريخ بعدما مجددا بعدما كتب الجنرال "سنتارنوا " رسالة إلى شقيقه وهي الوثيقة التاريخية الوحيدة الشاهدة على جريمته،كتبها بيده ولكن لم يكن يعلم أننا ستكون في يوم من الأيام شاهدة على جرمه وبطشه وقتله لألفي شخصا من سكان الصبيح، وجاء محتوى الرسالة : "اخي العزيز كنت اود ان اتحدث اليك باسهاب عن خرجتي لكن الوقت لم يسعفني الحر والتعب نال مني لقد امضيت 24ساعة فوق حصاني واسرد عليك با يجاز ماجرى توجهت بثلاثة فيالق وقدتها بهدف مباغتة شريف بو معزة بحيث ارغمتهم ودفعت بهم الى الفرار وفي نفس اليوم وخلال ذلك عاينت مغارات شعبة الابيار حيث وقفت عليها لها خمسة مخارج بحيث استقبلتنا قبيلة صبيح بطلاقات نارية انتظرت خروجهم لكنهم لم يخرجوا.وفي يوم 9 اوت بدات الاعمال المحضرة حاولت ان اخرجهم لكن كان ردهم السب و الشتم عند ذلك اشعلت النيران يومين كاملين 10و 11خرج واحد منهم طالبا من البقية الخروج الا انهم رفضوا قررت باغلاق كل المنافذ لتكون بذلك منطقة الابيار مقبرة كبيرة لهم ولامثال هؤلاء العابثين بالامل" واقعة المحرقة حسب رسالة الجنرال "كافينيك " لعبت قبيلة ( بني صبيح ) دورا فعالا في مجابهة الإستعمار الفرنسى، وذلك راجع إلى أن هذه القبيلة فضلت المقاومة على الاستسلام فجسدت وصنعت مقاومة شرسة لم تخمد إلا بعدما إنتهج الاستعمار الفرنسى أسلوب الأرض المحروقة والإبادات الجماعية،وهو ما اعترف به الجنرال " كافينياك" بجريمته في إبادة قبيلة بني صبيح عام 1844 قائلا: " لقد تولى الأجناد -(أصل الكلمة "الجنود" لكنها وردت هكذا فنقلناها كما وردت)- جمع كميات كبيرة من الحطب، ثم كدسوها عند مدخل المغارة التي حملنا قبيلة بني صبيح على اللجوء إليها بكل ما تملك من متاع وحيوانات وفي المساء أضرمت النار وأخذت جميع الاحتياطات حتى لا يتمكن أيا كان من الخروج حيا.أما الناجون من فرن كافينياك الذين كانوا خارج أراضي القبيلة، فقد تولى العقيد كانروبار" جمعهم بعد حوالي عام من حرق أهاليهم، ثم قلدهم إلى المغارة ثانية وأمر ببناء جميع مخارجها ليجعل منها على حد تعبيره:" مقبرة واسعة لإيواء أولئك المتزمتين. ولم ينزل احد تلك المغارة، ولا يعرف احد غيري أنها تضم تحت ركامها خمسمائة من الأشرار الذين لن يقوموا بعد ذلك بذبح الفرنسيين" وفي تعليقه على هذه الجريمة قال برار " لقد ظلت تلك المغارة مغلقة وبداخلها جثث رجال ونساء وأطفال وقطعان تتآكل أو يأكلها التراب". وهذا يوضح أن هذه القبيلة كانت لها عزة نفس تأبى الاستسلام وفضلت المواجهة المباشرة مع الاستعمار رغم الامكانيات البسيطة التي كانت تحوز عليها آنذاك ورغم كل الاساليب الهمجية التي انتهجها الاستعمار مع بطونها شهادات حية عن " مغارة لبيار " شعبة لبيار بمنطقة دبوسة حاليا هجر عدد كبير من سكان المنطقة أثناء العشرية السوداء الى المناطق الحضرية واللآمنة،مما جعل المنطقة تعرف نزوح شبه جماعي وبعد عودة الأمن والطمأنينة منهم من عاد الى المنطقة،إلا أن الأغلبية منهم فضلت الإستقرار بالمناطق الحضرية بكل من الصبحة وبوقادير ومناطق أخرى،مما تراجعت نسبة السكان الى 200 سكن فقط.حيث وقفت "المحور اليومي"مع السكان القاطنين بالمنطقة ومع مجموعة من الأسرة الثورية،أين أجمعوا أن الإبادة الجماعية لسنة 1845 وقعت بعد عملية القراشيش بولاية مستغام أو كما يسمى محرقة الظهرة التي راح ضحيتها 1500 شخص.محرقو صبيح أو كما يطلق عليها بالمنطقة محرقة "مغارة لبيار "حسب أحد سكان المنطقة بدعى "شيخ بن شيخ عبد القادر "وقعت على إثر حدوث معركة بين شعب قبيلة صبيح والمستعمر الفرنسي بقيادة " satrno "،أين لجأ المستعمر الى إبادة الشعب وإستعمال سياسة الأرض المحرقة،وسياسة الإنتقام من الجزائريين ومن سكان هذه القبيلة التي وقفت مع المجاهدين والمقاومين حينها كان ذلك سنة 1845،وحسب فس المتحدث،حين رأى سكان المنطقة همجية المستعمر ووحشيته ودرايته بالإنتقام منه،مثلما أنتقم من محرقة الظهرة بولاية مستغام قبل الواقعة،هرب السكان،فرارا من بطش المستعمر،أين دخلوا المغارة "مغارة لبيار"والتي يتراوح طولها من 200 إلى 500 متر وأرتفاعها من 1 م إلى 10 م،حيث دخل المغارة عدد كبير من السكان،حيث واصل المستعمر متابعتهم،الى حد المغارة،أين أستغل تجمعهم داخل المغارة وقام بعملية الإبادة الجماعية،حيث جمع كمية كبيرة من الحطب والكبريت،خاصة وأن المنطقة معروفة بغاباتها أنذاك،وقام بإشعال ما جمعه،لتندلع ألسنة اليرا ن وتسرب الدخان.داخل المغارة وفي جميع الإتجاهات،أين تم القضاء على جميع من كانوا بداخلها. مكتشف المحرقة المؤرخ المرحوم بورحلة عبد القادر سرد لنا سكان المنطقة بأن هذه الحادثة اكتشفها المؤرخ المرحوم بورحلة عبد القادر الذي حاول بكد أن يدون كل ما استطاع من تاريخ هذه المحرقة والذي وقعت حسبه بعد شهر تماما من محرقة الظهرة بمستغانم، وقد تمكن المؤرخ بورحلة من اكتشفها منذ اربع سنوات عقب عشر سنوات من البحث المتواصل والدؤوب، بعدما حركت اهتمامه نسخة رسالة استحضرها من متحف باريس كان قد بعثها منفذ العملية الجنرال "سان تابلوا" الى شقيقه يقص فيها جميع اطوارها، يحكي بأنه فضل الصمت والتعتيم الاعلامي خلال تنفيذها تحاشيا لأخطاء محرقة الظهرة التي أثارت زوبعة اعلامية كبيرة ولقيت سخط الجهات العليا و الراي العام، فقام بإرسال مجموعة من جنوده نفذوا غدرهم وأبادوا ثلث سكان المنطقة حرقا داخل المغارة التي كانوا يفرون اليها ويتخذونها مأوى لهم، لاحتوائها على شبه منعرجات وحفر على جنباتها تم تهيئتهم في شكل منازل وبيوت على مسافة 2.5 كم تحت سطح الارض، الى جانب تميزها باعتدال درجة حرارتها لاحتوائها على ينابيع مائية صافية، الامر الذي جعل سكان المنطقة على مر الاجيال يتخذونها مستقرا لهم خلال الايام العادية، ومخبأ للذخيرة ومستشفى للمرضى ونزلا للمجاهدين العابرين أيام الثورة التحريرية. مناصرتهم للثائر بومعزة تتسبب في إبادتهم المغارة لا تزال الى اليوم شاهدت و اثار الجريمة شاهدة وتظهر من خلال اثار دخان الحرق الباقية على الجدران الجبسي المكان موحش ومظلم فكيف اختارت القبيلة ان تلتجئ اليه ، بطش المستعمر الذي اختار أن يبيدهم كان السبب الرئيسي وراء ذلك أن قبيلة صبيح أو شعبة الأبيار هي مهتمة بمناصرة بومعزة الثائر الذي كان يتنقل من جبال الظهرة الى جبال الونشريس عبر هذه الجهة يقال ان شعبة الابيار لها خمسة منافذ و التجئ السكان اليها عندما شعروا بالخطر قادم اليهم من خلال حملات التمشيط التي كانت يقوم الجيش الفرنسي بحثا عن جيش الشريف بومعزة. سكان المنطقة والسلطات المحلية تطالب بإعادة الاعتبار للمغارة التاريخية المنسية ألح سكان المنطقة ومجموعة من الأسرة الثورية ومساندة من السلطات المحلية،بإعادة الإعتبار لهذه المنطقة التاريخية الشاهدة على محرقة 1500 ضحية من أجدادهم أو من رابطة تاريخهم،حيث يطالبوا من والي الولاية،أن يزورهم ويقف على حالهم ويجسد تاريخ نضال المنطقة وإعادة تصحيح التاريخ الثوري للمنطقة ورد الإعتبار للمغارة وذلك من خلال تهيئتها وجعلها منطقة تاريخية،كما يطالبون ببناء وتشيد منصب تذكاري لها وإعطاء فرصة للجيل الحالي بزيارتها ويعرف معنى العمق الحقيقي لوطنه.كما طالبوا من السلطات المعنية بمديرية المجاهدين والثقافة وكل من له علاقة بالجانب التاريخي أن يعيد الإعتبار للمغارة وللمنطقة التي عرفت أثناء الثورة التحريرية،معركة كبيرة جدا أستشهد فيها حوالي 75 شهيدا من أبناء الجزائر.ومن جهة أخرى كشف رئيس بلدية الصبحة بن يحي شارف بأنه مستعد رفقة طاقمه بالتكفل التام بكل ما يتعلق بجانب إعادة الإعتبار وتسهيل المهام الى كل من يريد كتابة التاريخ عن المنطقة أوعن المحرقة والتي تبقى شاهدة حسبه على تاريخ الجزائر وما قام به المستعمر في حق الأبرياء والعزل من حرق جماعي وتدمير.فيما كشف رئيس البلدية بن يحي شارف،بأه يعمل كل ما في وسعه إذا وجد المساندة والمساعدة من تنظيم يوم تاريخي للمنطقة وخصوصا للمغارة سواء ببلدية الصبحة أو بالتنسيق مع إدارة جامعة حسيبة بن بوعلي.