اعتبر عميد مسجد باريس، السيد دليل بوبكر، أن التحقيقات الأمنية لم تكشف عمن يقف وراء حرق مقر جريدة ''شارلي إيبدو'' وعليه فإن أصابع الاتهام الموجهة للجالية الإسلامية لا تعدو أن تكون عملية تهييج غرضها إلهاء الرأي العام الفرنسي عن قضايا الساعة الحقيقية. اتجهت الأنظار إلى الجالية المسلمة في فرنسا في حادثة حرق مقر جريدة ''شارلي إيبدو''، ما هو موقفكم من ذلك؟ في الواقع نحن لم نصدر بيانا إلى حد الآن، ببساطة لأننا نعتبر أن ما من معلومات تشير من بعيد أو من قريب إلى أن الفاعلين من المسلمين، وعليه لا نعتبر أنه لا بد من اتخاذ موقف من القضية. لكن الكل يدرك أن الحادثة جاءت كرد فعل على الرسوم المسيئة للإسلام والرسول؟ مثلما سبق وقلت ننتظر نتائج التحقيقات، وفي اعتقادي أن كل هذه الحادثة مفتعلة لمجرد تهييج الرأي العام الفرنسي والاستمرار في خلق حالة ''الإسلاموفوبيا''، مثلما هو الحال في كل مرة تشهد فيها فرنسا حالة من الغليان السياسي، لا شك لدي أن الجالية المسلمة مستهدفة لغرض واحد ووحيد وهو إلهاء المواطن الفرنسي بقضايا هامشية تشغله عن القضايا الحقيقية التي تثقل كاهله يوميا. اليوم فرنسا تعيش أزمة اقتصادية حقيقية، وهناك من يسعى لخلق جو مشحون ضد المسلمين ونقل النقاش من القضايا المصيرية إلى قضايا من شأنها بث الكره بين مواطني البلد الواحد. أعتقد أنه لا بد على الإعلام وعلى الفاعلين أن يركزوا على مثل هذه المواضيع والقضايا التي يعانيها المواطن الفرنسي بدلا من تغيير المنحى والعمل على الإساءة للمسلمين. مع ذلك لا يمكن نكران الاستياء الذي يشعر به المسلمون إزاء الجريدة ورسوماتها، ما هو موقفكم مما اعتبره الكثيرون استفزازا آخر للمسلمين؟ في الواقع موقفنا معروف، نحن نؤمن بحرية التعبير وبالعدالة التي من صلاحياتها معاقبة كل من يخالف أخلاقيات المهنة، وبالرغم من ذلك ما يجب التأكيد عليه هو أننا نؤمن بدور الإعلام وبقيمة حرية التعبير التي تقوم على احترام الآخر، تماما كما نعتقد أن دور الإعلام الإخبار وليس الإعلام الذي يقوم بالاستفزاز.