استدعت وزارة الشؤون الخارجية، سفير العراق بالجزائر عدي الخير الله ، لطلب توضيحات واستفسارات بشأن قرار إعدام نفذته السلطات العراقية في حق جزائري يدعى عبدالله بلهادي بن أحمد، تقول إنه مدان بتهمة الإرهاب رفقة عشرة أشخاص من جنسيات مختلفة أعدموا في نفس اليوم. وسجلت وزارة الخارجية الجزائرية، في ردها الساخن على تنفيذ حكم الإعدام في حق مواطنها، استغرابها واشمئزازها لقرار التنفيذ، على الرغم من نداءات عاجلة من قبل المجتمع الدولي، موجه للحكومة العراقية قصد فرض حظر على تنفيذ أحكام الإعدام في حق السجناء الأجانب، وعلى الرغم أيضاً من الجهود العديدة التي سعت الجزائر إليها، خاصة إمكانية استفادة المسجونين الجزائريين في العراق من العفو الرئاسي. وفي اتصال لجريدة "الاتحاد" بالسفير العراقي في الجزائر عدي خير الله للاستفسار عن الأمر، أكد هذا الأخير، انه تلقى استفسارات من وزارة الشؤون الخارجية حول الجزائري المعدم مؤخرا في العراق، نافيا في ذات السياق ما تردد عن تنفيذ حكم الإعدام في حق بلهادي دون السماح له بالدفاع عن نفسه وتوكيل محامي الدفاع قائلا " القانون لا يسمح بمحاكمة متهم بدون محامي فكيف ننفذ حكم الاعدام دون الالتزام بالقوانين المتعارف عليها".وأضاف انه حتى ولو اصدرت المحكمة قراره بتنفيذ حكم الاعدام فمن حق المتهم ان يستأنف الحكم بإجراءات قانونية بتعيين محامي على عكس ما اشيع عن تنفيذ السلطات العراقية لإعدام جماعي دون السماح للمتهمين بالدفاع عن انفسهم من التهم التي وجهت اليهم. وبررت السلطات العراقية القرار الذي أثار استنكارا واسعا وسط الرأي العام ومنظمات حقوق الإنسان، بأنه جاء بعد اكتساب ما أسمته "الدرجة القطعية"، وإثر مصادقة رئاسة الجمهورية عليها. وقالت أن هذه الأحكام الصادرة من محاكم الجنايات قد خضعت لتمييز الدفاع الشخصي للتثبت من ارتكابهم "الجرائم" التي أدينوا بها. وفيما يخص علم وزارة الشؤون الخارجية بحكم الاعدام بحق الجزائري المتهم بقضايا الإرهاب فقد اكد السفير العراقي ان سلطات بلاده قد اعلمت نظيرتها الجزائرية بالحكم وموعد تنفيذه. اما فيما يخص المساجين الجزائريين القابعين في السجون العراقية حاليا، كشف السفير ان عددهم قد بلغا 13 سجينا متفاوتين في الأحكام ونحن بانتظار قضاء فترة العقوبة المسلطة عليهم قبل اطلاق سراحهم وترحيلهم الى الجزائر، مشيرا الى جزائريين اخرين كانوا في السجون بالعراق وأطلق سراحهم مؤخرا، وأكد في ذات السياق ان العائلات الجزائرية بإمكانها زيارة ذويها بالعراق للإطلاع على احوالهم والاطمئنان عليهم. وفي الاخير نفى ذات المتحدث ان تكون عقوبة الاعدام قد الغيت في قانون العدل العراقي مضيفا ان الرسالات السماوية قد تضمنت حكم القصاص وبالتالي لسنا ملزمين بالتخلي عن هذا الحكم بالرغم من مطالبة الهيئات الدولية وحقوق الانسان بإلغاء عقوبة الاعدام.