يحل اليوم وزير الداخلية الفرنسي مانويل فالس بالجزائر في زيارة رسمية تمهيدا لزيارة الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند المقررة في ال 5 ديسمبر المقبل . ومن المرتقب أن يلتقي فالس برئيس الحكومة الجزائرية عبد المالك سلال، بالإضافة إلى نظيره دحو ولد قابلية و وزير الخارجية مراد مدلسي و وزير الشؤون الدينية و الأوقاف أبو عبد الله غلام الله، لدراسة و تباحث وجهات نظر البلدين في مسائل تتعلق بمسجد باريس، مكافحة الإرهاب و الجريمة، بالإضافة إلى ملف الإتفاقية الموقعة بين الجزائر و فرنسا سنة 1968 و المتعلقة بالهجرة و التي كان يصر الرئيس السابق نيكولا ساركوزي على إعادة النظر فيها و سحب الإمتيازات التي كان يتمتع بها الجزائريون في فرنسا دونا عن سواهم من المهاجرين . غير أن هناك عوامل تشير إلى إستبعاد فرضية تشبث سكان قصر الإيليزي الجدد بهذه الإتفاقية في الوقت الراهن – على الأقل- حيث نلحظ تحركات حثيثة بين البلدين لإعطاء نفس جديد وإعادة إحياء الروح في علاقات البلدين و القفز على التراكمات التي خلفها سلف هولاند، و هي تركة مثقلة بملفات في ميادين إقتصادية و سياسية و تباعد الرؤى فيما يخص العديد من القضايا ولعل أكثرها وضوحا الوضع الراهن في الساحل الإفريقي و الخيارات المطروحة لوئد الوضع الحاصل في هذه المنطقة . وسط كل هذا الحراك نستشعر بأن العلاقات سوف تعرف انفراجا على مستوى خط باريس _ الجزائر و بوادر انقشاع ضباب لف مستوى العلاقات بين البلدين أضحت بوادر إذابته جلية أكثر من أي وقت مضى سيما أن هناك عدة عوامل محفزة لطي صفحة ساركوزي و المغرية للاشتراكين في باريس للقفز على التركة التي وجدوها و من جملة هذه المحفزات الجانب الاقتصادي الصعب في فرنسا و لكسب متعاون يتوفر صندوقه المالي على بحبوحة مالية تسيل لعاب الكثير من الدول بل يمكنها إقراض بنك النقد الدولي 5 ملايير دولار، مع عدم إستبعاد فكرة إستفادة فرنسا من هذا المال و الفوز بنصيب من هذا الاحتياطي المالي الكبير و هو ماقد يدفع الى غض الطرف عن بعض القضايا الخلافية و ربما أهمها اتفاقية 68 بالإضافة إلى أن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند قبيل الانتخابات التي حملته إلى قصر الاليزيه عرج على الجزائر و إلتقى الرئيس الراحل أحمد بن بلة .