وضعية كارثية وأزمة حادة هي التي أصبح يكابد مراراتها المواطنين بمصلحة إيداع واستخراج جوازات السفر بالقطاع الإداري الكائن مقره بسيدي الهواري بوهران. مشكل ووضع مزري ليس وليد اليوم وإنما منذ ثلاثة سنوات ويتعلق هذا المشكل الذي بات عويصا وينغص يوميات المواطنين ومن مختلف شرائح الأعمار الراغبين بالحصول على جوازات سفر الحج أو الراغبين بها لغرض الحصول على "الفيزا" لركوب أمواج المغامرة والترحال نحو الخارج من أجل بناء المستقبل سواء الظفر بمناصب شغل أو مواصلة البحث العلمي والدراسات العليا. فالزائر لمصلحة جوائز السفر قبل فتح الإدارة لأبوابها لاستقبال المواطنين، يلاحظ مشهدا مذهلا للمواطنين الذين يشكلون وبواسطة طوابيرهم اللامتناهية ديكورا يزينون به مدخل مقر مصلحة جوازات السفر التي حولت مؤخرا من مقر دائرة وهران نحو سيدي الهواري، وعندما يباشر أعوان أمن المصلحة فتح الباب تدور دوما وبشكل يومي شجارات عنيفة بين المواطنين لغرض دخولهم من البوابة والظفر بالمقعد الأول لإيداع أو استخراج جواز السفر، فملاسنات كلامية وعبارات نابية يتقاذفها المواطنون فيما بينهم لغرض دخول بوابة المصلحة، ملاسنات متبوعة بكلام قبيح تتحول فيما بعد إلى شجارات باللكمات والركلات المتبادلة. مشهد مريع هو الذي يحمله المار أو سالك طريق المصلحة الأمر الذي أصبح العديد يظن أن المواطنين المودعين والراغبين في الحصول على جوازات السفر يقضون الليلة بأكملها أمام المصلحة لغرض قضاء حاجتهم المتمثلة في حصولهم على جواز السفر. فالحق الطبيعي لحصول أي جزائري بوهران على جواز السفر باعتباره بمثابة وثيقة هوية مماثلة لبطاقة التعريف الوطنية تمكنه من مغادرة التراب الوطني نحو الخارج، أصبحا شبيها بالفيزا التي أصبح الشاب الجزائري يحصل عليها في معظم الأحيان بوقت وجيز وبطريقة طبيعية، دون تقاذف المصالح الإدارية للمسؤولية فيما بينهم والتي غالبا ما يدفع ثمنها المواطن الراغب في الحصول على جواز السفر، فالأشخاص المسنين أصبحوا يعانون من ارتفاع الضغط الدموي واضطراب في سكر الدم، أما الشباب خاصة فئة البطالين منهم والذين خيم عليهم شبح البطالة أصبحوا مهددين بالسجن والموت وذلك جراء الشجارات اليومية التي يدخلون فيها مع عمال وموظفو المصلحة. فتماطل وتقاعس الموظفون وإطارات المصلحة في أداء المهام هو الجو الذي أصبح يطبع مصلحة جوازات السفر.