أكد مدير الثقافة لولاية غرداية، أمس، أنه شرع في تجسيد عملية ترمي إلى إعادة الاعتبار وترميم الحصون والأسوار وفضاءات العبادة بسهل ميزاب .وتستهدف هذه العملية أكثر من ثلاثين من المعالم التاريخية والفضاءات الدينية والدور القديمة والأسوار وواجهات الحصون التي تنتشر عبر القصور الخمسة العريقة لسهل وادي ميزاب (بني يزجن وبونورة والعطف ومليكة وغرداية) والتي تعتبر من الشواهد التاريخية لتلك الهندسة المعمارية الأصيلة، وسخرت السلطات العمومية غلافا ماليا بقيمة 60 مليون دج لتجسيد هذه العملية كما أوضح مدير القطاع إبراهيم بابا عدون.وعرفت هذه المواقع الدينية والمعالم التاريخية لسهل ميزاب المصنفة تراثا عالميا من قبل المنظمة الأممية للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) في 1982 حالة من التدهور وتداعي وضعيتها بفعل "عوامل الزمن" مما يستدعي إعادة بعثها وتعزيز مكانتها بما يسمح بتدعيم الرصيد السياحي والثقافي لميزاب على المستوى العالمي بالاحترام الصارم لمتطلبات البيئة استنادا لذات المسؤول، وتستهدف عملية الترميم التي يشرف عليها ديوان حماية وترقية سهل وادي ميزاب تدعيم المباني وتصليح الواجهات وترميم المساجد وأماكن العبادة والأسوار القديمة والحصون والبوابات وكذلك الأقواس بكل قصر قديم وذلك وفقا لدراسة أعدها مختصون.وترتكز أيضا هذه العملية على الخبرة المحلية في مجال البناء التقليدي وذلك بغرض تحقيق هدف أسمى وهو حماية وتثمين هذا التراث المعماري المتميز واستعادة صيته وتنمية السياحة البيئية بهذه المنطقة، وتشكل القصور العريقة الخمسة لسهل وادي ميزاب متحفا مفتوحا والتي كانت قد شيدت بهندسة معمارية فريدة من نوعها وأبدع فيها السكان الأوائل للمنطقة وتظهر على شكل شبكة عمرانية ملتوية التي ما انفكت تستهوي السياح الأجانب وتحظى باهتمام كبير من لدن المختصين والباحثين والجامعيين وطلبة الهندسة المعمارية والعمران.ومن خلال هذه العملية التي ترمي إلى إعادة بعث قصور وادي ميزاب ستظهر هذه الفضاءات العمرانية العريقة في حلة جديدة وستستعيد إشعاعها الحضاري المعهود وخصوصياتها الجمالية المتميزة بما يسمح لهذا التراث الوطني المصنف قطاع محمي في 2005 بمرسوم تنفيذي رقم 05/209 والتي يستحق تثمينها أن تصبح محركا لترقية السياحة سيما الثقافية منها بهذه المنطقة، هذه الجواهر من التراث المعماري قد سبق وأن كانت محل أشغال إعادة الاعتبار وإعادة تثمين بهدف إبراز قيمة هذا الإرث التاريخي الشاهد على عبقرية وذكاء إنسان الواحات في مجال البناء باستعمال الصخور ومحلول الكلس الأبيض وأيضا في ما يتعلق بتسيير الموارد المائية والمحافظة على توزان بين هذا التراث الأصيل وذاك الطبيعي المتمثل في واحات النخيل.