أعرب ما يربو عن ألفين نسمة قاطنة بقرية عين البيضاء غرب وهران عن امتعاضهم وسخطهم، حيال الوضعية المزرية التي آل إليها مركز الصحة الجوارية المتواجد ببلدية السانيا ثاني أكبر بلدية آيلة بالكثافة السكانية بوهران. هذا المركز الذي فقد وصفه ومحتواها كمؤسسة عمومية صحية خلال السنتين الأخيرتين الماضيتين، وذلك من خلال النقص الفادح بل والنقص الشبه التام للطاقم الطبي المتكفل ب أزيد من خمسة آلاف نسمة تعج بها بلدية السانيا، إلى جانب افتقار المركز لأدنى أجهزة ومعدات التمريض والكشف وعلى سبيل المثال والحصر غياب جهاز قياس الضغط الدموي، وهو المشكل الذي أصبح يواجهه ويتخبط فيه كل من المرضى المغلوبين على أمرهم وميسورو الحال وإن صح التعبير المعدومين، الذين بمجرد إصابتهم بآلام أو تشنجات يقصدون مركز الصحة الجوارية للتداوي والعلاج أمام العجز المادي من جهة، وانعدام خطوط النقل الحضرية بهذه القرية النائية والمعزولة والتي يمكن وصفها بالدوار كونها تفتقر إلى أدنى شروط الحياة الكريمة، بالإضافة إلى نشاط ليس بالواسع للناقلين بدون الرخصة الذين اغتنموا الظروف الإجتماعية للسكان القاطنين بهذه البقعة المنسية من طرف السلطات المحلية، بفرض منطقهم ورفع تسعيرات النقل نحو المؤسسات الإستشفائية المتواجدة بوسط، غرب وشرق مدينة وهران. وهي المعاناة الحقيقية التي يكابدها الأطباء المقيمين والممرضين المعينين بمركز الصحة الجوارية الذي يفتقر إلى أبسط وسائل وأدوات الفحص، مشيرين بأنه لا يمكنهم أن يمارسوا المهنة التي يمكن اعتبارها بالدرجة الأولى إنسانية قبل وصفها بالنبيلة. لذا فندد كل من المرضى وبمعية الطاقم الطبي المشرف على الطبابة بالمركز الطبي بضرورة التدخل العاجل للجهة الوصية وعلى رأسها مديرية الصحة بوهران، المطالبة بضرورة الالتفاتة لهذا المركز الذي يستقطب عددا كبيرا من المرضى المعروفة منطقة إقامتهم بثاني بلدية بالولاية من حيث الكثافة السكانية، وذلك بتوفير الأجهزة، الأدوات والأدوية لتقديم الإسعافات الأولية للحالات الحرجة لإنقاذها من جهة ومن جهة أخرى لتخفيف الضغط عن باقي المؤسسات الاستشفائية.