أصبح تنظيم «الدولة» معزولاً ولأول مرة منذ صعوده قبل عامين عن العالم الخارجي. وقامت القوات التركية والمقاتلون السوريون يوم الأحد بطرد مقاتليه من آخر المناطق التي سيطرت عليها قرب الحدود السورية التركية.فمنذ عام 2013 الذي أعلن فيه التنظيم عن وجوده ظل يحتفظ بمناطق قريبة من تركيا العضو في الناتو إلا أن التقدم الذي حققته القوات التركية وتلك المدعومة منها وتحالف قوات سوريا الديمقراطية أنهى أي وجود للجهاديين في هذه المناطق.واستطاع الجيش التركي تأمين منطقة طولها 57 ميلاً بين أعزاز وجرابلس «خالية من تنظيم الدولة» وذلك بعد طرده من القرى الأخيرة التي كان يسيطر عليها في هذه المنطقة. هزيمة محتومة وتعلق صحيفة «واشنطن بوست» أن هزيمة التنظيم كانت محتومة خاصة ان الحكومة التركية قامت بالتوغل في داخل الأراضي السورية وأرسلت دباباتها في 24 آب/أغسطس داخل الأراضي السورية بشكل دعم وضع المقاتلين السوريين.وترى الصحيفة أن إخراج المقاتلين يعلم إلى مرحلة مهمة وإن كانت رمزية في الحرب ضد الجهاديين الذين اعتمدوا على خطوط التهريب لتأمين الإمدادات لهم عبر تركيا.كما لعبت الحدود التركية كطريق مهم يصل منه المقاتلون الأجانب إلى سوريا. واستفاد التنظيم من الخطوط المفتوحة لإرسال الناشطين كي يقوموا بتنفيذ عمليات ضد المدن الأوروبية مثل بروكسل وباريس.وفي فترة من الفترات سيطر الجهاديون على مئات الأميال في شمال سوريا إلا أنهم يخسرون منذ العام الماضي نتيجة قوى عدة كردية وسورية واليوم تركية.وجاء التقدم التركي في وقت تعهد فيه الرئيس الأمريكي باراك أوباما للرئيس التركي رجب طيب أردوغان على هامش قمة دول العشرين بتقديم الدعم له ضد المتطرفين.وتعلق الصحيفة أن تركيا كانت واضحة بإعلانها أن التدخل في سوريا يهدف لمنع توسع سيطرة الأكراد على مناطق جديدة. وعبر أردوغان بعد لقائه مع أوباما قائلاً إن الأكراد هم هدف للتدخل كغيرهم من الجماعات الإرهابية «تركيا تقاتل كل المنظمات الإرهابية بما فيها داعش وقوات حماية الشعب وبتصميم متواصل».ونقلت صحيفة «إندبندنت» عن المرصد السوري لحقوق الإنسان قوله «كل شيء انتهى ولم يعد تنظيم الدولة على الحدود».وقال مدير المرصد أن الجهاديين توقفوا عن القتال في المناطق الشمالية وهم يتجهون نحو الجنوب، مشيراً إلى أن خسارة منبج كانت مقدمة لخسائره المتلاحقة في جرابلس والقرى الحدودية.وأحيا تراجع التنظيم الآمال الأمريكية بقرب استعادة آخر معقلين له في الموصل والرقة قبل خروج الرئيس أوباما من السلطة. الطريق إلى عاصمة «الخلافة» ففي تقرير لموقع «دايلي بيست» كتبته نانسي يوسف، وقالت فيه إن أيام أوباما في البيت الأبيض باتت معدودة ولهذا فالضغط يتزايد على إدارته لتحقيق نصر كبير ضد تنظيم «الدولة».وقالت إن جنرالات أمريكيين تحدثوا خلال العشرة أيام الماضية بإخراج الجهاديين من الموصل.وتبدو الثقة في النفس واضحة من خلال حديثهم عن مواعيد لا تتعدى الأسابيع بعدما كانوا يقولون إن استعادتها لن يحدث قبل عام 2017 أي بعد مغادرة الرئيس أوباما السلطة.وتقول يوسف إن المسؤولين السياسيين يدفعون باتجاه قيام التحالف الذي تقوده الولاياتالمتحدة والقوات العراقية التقدم نحو الموصل قبل نهاية العام الحالي وتنتهي بنصر «هي طريقة لنهايتها بنصر حاسم» حسب مسؤول أمريكي.وأضافت نانسي يوسف أن البيت الأبيض «يحب لو قمنا بالتقدم نحو الموصل». ورغم تأكيد القادة العسكريين على أن الحسابات السياسية ليست جزءًا من خططهم العسكرية بل يريدون التحرك نحو الموصل لاستغلال الزحم العسكري الناجم عن تراجعات الجهاديين المستمرة. ويشيرون في هذا السياق لخسائرهم الأخيرة في جرابلس والشدادي في شرقي سوريا والتي تعتبر من أهم النقاط الحدودية إلى العراق وكذا منبج حيث لم يستطع مقاتلو التنظيم الصمود في اي منها.ونقلت عن مسؤول دفاعي قوله «لأول مرة، أعتقد أن استعادة الموصل يمكن أن يتحقق».وتتساءل الكاتبة إن كان حديث المسؤولين الأمريكيين ينم عن ثقة زائدة بالنفس؟ ويشيرون إلى التطورات على الساحة العراقية وعزل وزير الدفاع في حرب تعتمد على القوات العراقية كواحدة من القوى الوكيلة التي تشارك في حرب الجهاديين.