كشف أمس عبد الرزاق مقري انه أكبر تراجع وفق الأرقام الانتخابية في تاريخ حركة مجتمع السلم إلى اليوم كان في الانتخابات التشريعية 2002 في حياة الشيخ محفوظ رحمه الله وهذه إشارة للذين يزايدون علينا بأن الحركة تراجعت بعد وفاة الشيخ محفوظ. وأوضح "مقري" انه في هذه الانتخابات برز الشيخ عبد الهو جاب الله الذي احتل المرتبة الثالثة بعد جبهة التحرير والتجمع الوطني الديمقراطي. تلك هي الانتخابات التي قرر عندها وبعدها الناخبون هجر صناديق الاقتراع بعد أن اتضح لهم بأن نظام الحكم لن يترك أي إسلامي يمر سواء كان "متشددا" أو "معتدلا" حيث اتضح لهم ذلك جليا بعد إلغاء انتخابات 1991، وتزوير انتخابات 1995 و1997.استفادت جبهة التحرير والتجمع الوطني الديمقراطي من هذا العزوف كما استفادوا من الأصوات الخيالية التي أضافها نظام الحكم لنفخ نسبة المشاركة. في الوقت الذي تراجعت فيه حركة مجتمع السلم تقدم عبد الله جاب الله وحقق حزبه حركة الإصلاح الوطني المرتبة الثالثة حيث استطاع أن يستفيد من جزء مهم من الكتلة الناخبة الإسلامية وغير الإسلامية التي صمدت وبقيت تشارك في الانتخابات. تعتبر المرتبة الثالثة في ظل مسار التزوير مرتبة أساسية تسمح بالمحافظة على فرص المشروع الإسلامي مستقبلا. لهذا السبب ابتهج الشيخ محفوظ بصعود عبد الله جاب الله عندما تراجعت الحركة، دخلت عليه رحمه يوم ذاك في مكتبه حزينا أحتج عليه بطريقة دبلوماسية كيف يقع لنا هذا التراجع وتتقدم علينا حركة الإصلاح الوطني رغم الفرق الشاسع بيننا في الانتشار الهيكلي والتنظيمي، فقال لي ينبغي أن نحمد الله أن الذي احتل مكاننا حزب إسلامي فلا تحزن .