يتراوح معدل انتشار داء السكري في أوساط الأشخاص المؤمنين لدى الصندوق الوطني للتأمينات الاجتماعية بولاية غرداية بين 15 و20 في المائة مما يطرح ذلك قلقا حادا حسبما يرى ممارسون تابعون لذات الهيئة . ويوجد من بين 85.478 مؤمنا 13.300 مصابا بداء السكري بمعدل يفوق 15,5 في المائة وفقا للإحصائيات التي تشير إلى أن عدد التشخيصات اليومية هي في ارتفاع مضطرد، وعلى سبيل المثال لا الحصر فإن من بين 2.106 مؤمنا خضع لفحص خلال الثلاثيات الأولى من السنة الجاري من قبل أطباء الصندوق تبين أن 984 منهم هم من المصابين الجدد مثلما صرح ممارسون مكلفون بالمراقبة الطبية، وتعد الوضعية المرضية المرتبطة بداء السكري ومضاعفاته جد مكلفة والتي ازدادت خطورة بسبب الرعاية السيئة للعلاج من قبل مرضى السكري وأيضا نتيجة للعجز المعرفي والمعلومات المتعلقة بهذا المرض لدى السكان وحتى من قبل الممارسين الذين يقدمون وصفات أدوية دون المرور على الحمية الغذائية وحياة نظيفة وذلك وفق ما ينص عليه بروتوكول المنظمة العالمية للصحة كما ذكر رئيس مصلحة المراقبة الطبية بصندوق التأمينات الإجتماعية بغرداية. وقد أصبح داء السكري حمى عالمية في تزايد كبير ويعرف أيضا تصاعدا متناميا في الجزائروبغرداية وذلك بسبب العادات الغذائية الجديدة "الإفراط في استهلاك الحلويات والمشروبات وغيرها من العصائر غير الصحية" إستنادا للدكتور عابد من ذات الصندوق، وأوصى ذات الإطار الطبي الممارسين بغرداية على حث مرضاهم على إتباع غذاء مناسب ومتوازن وممارسة نشاط بدني منتظم مدعوما بمراقبة ذاتية للداء. ومن جهته ينصح الدكتور مصطفى يحيى أخصائي في أمراض السكري وعضو جمعية مرضى السكري لولاية غرداية بضرورة ترقية حياة صحية من خلال حملات التحسيس حول العوامل الخطيرة المسببة لتطور السكري علما -كما أضاف- أن ممارسة نشاط بدني مدعما بغذاء متوازن يسمح بالوقاية من جهة من السكري ومن مرض ارتفاع الضغط الشرياني والسمنة من جهة أخرى، ولاحظ ذات الأخصائي في ختام حملة تشخيص مجانية دون الكشف عن الهوية وللوقاية كذلك من الأمراض الثلاثة داء السكري وارتفاع الضغط الشرياني والسمنة التي نظمت بعدد من مواقع سهل ميزاب بغرداية من ذات الجمعية ارتفاعا في حالات الوزن الزائد والسمنة وارتفاع الضغط الشرياني والسكري. ومن بين 189 شخصا ذكرا تم فحصه بقصر بني يزقن (غرداية) فإن 33 في المائة منهم يعانون من الوزن الزائد و27 في المائة مرضى بداء ارتفاع الضغط الشرياني و14 في المائة مصابون بالسمنة و11 في المائة مشتبه في إصابتهم بالسكري، كما اكتشف أنه من بين 186 مرأة خضعت لفحوصات أن 42 في المائة منهن يعانين من السمنة و35 في المائة من ذوات الوزن الزائد و17 في المائة أخريات مصابات بداء ارتفاع الضغط الشرياني و14 في المائة منهن مصابات بداء السكري، ومكنت عملية التشخيص والكشف المجاني من تسجيل انتشار متزايد في هذه الأمراض والتي تمس مختلف الفئات الإجتماعية بالمنطقة وحتى منها الأكثر حرمانا حسبما أوضح بدوره عضو الجمعية يوسف فرطاس، ويشكل هذا الإحصاء -حسب جمعية مرضى السكري بغرداية- قاعدة بيانات صحيحة وتسمح بإعداد برنامج وقاية ضد المضاعفات سيما منها أمراض القلب والأوعية واحتشاء عضلة القلب والسكتات الدماغية وآفات قدم السكري.