فتحت القوات العراقية، فجر الخميس، جبهة جديدة شمال غرب مدينة الموصل التي تخوض معارك ضارية منذ ستة اشهر لاستعادتها من تنظيم «الدولة ». وقال العميد يحيى رسول المتحدث باسم قيادة العمليات المشتركة في تصريح متلفز «انطلقت العمليات باتجاه المناطق الشمالية للجانب الغربي لمدينة الموصل». وأضاف «التقدم كبير لقوات الفرقة المدرعة التاسعة كما هناك مشاركة للطيران العراقي وضربات موفقة لطائرات القوة الجوية استهدفت مقرات قيادة وسيطرة وتجمعات قتل فيها العشرات من التنظيم الإرهابي». وأشار رسول إلى أن «الساعات المقبلة فيها انتصارات ستكون بها بشرى نزفها للشعب العراقي». وجاء في بيان لقيادة العمليات المشتركة «شرعت قطع الجيش المتمثلة من الفرقة التاسعة المدرعة واللواء الثالث والسبعون من الفرقة 15 وقوات الشرطة الاتحادية المتمثلة بقوات الرد السريع باقتحام شمال الساحل الايمن لمناطق مشيرفة والكنيسة والهرمات». ويأتي فتح الجبهة الجديدة بعد ان تباطأت العمليات من المحور الجنوبي لدى بلوغها المدينة القديمة التي تضم شوارع ضيقة جدا ومباني متلاصقة لا يمكن للآليات العسكرية المرور عبرها. واضاف بيان القيادة «الآن ابناؤكم يخوضون المعارك في دك تحصينات العدو وتدمير قدراته، وهم مستبشرون فرحون: إما النصر أو الشهادة، من أجل تحرير ما تبقى من مدينة الموصل من براثن الارهابيين الدواعش». وقال قائد الشرطة الاتحادية الفريق رائد شاكر جودت، في بيان «تتقدم قطع الرد السريع والفرقة الآلية من الشرطة الاتحادية من المحور الشمال الغربي في منطقة احليلة باتجاه الهرمات وتحرر قرية حسونة ومعمل غاز نينوى». وتمكنت القوات العراقية المشتركة بعد إعلان العملية من تحرير قرية ومشروع ماء خلال تقدمها من المحور الشمالي الغربي الذي فتحته لطرد تنظيم «الدولة» من مدينة الموصل. وقال الرائد غزوان سالم اللهيبي إن «قطعات من الفرقة المدرعة التاسعة واللواء 73 تمكنت من تحرير مشروع ماء الجانب (الغربي) المحاذي لنهر دجلة، بعد اشتباكات لم تدم طويلا مع عناصر داعش». وأضاف «تراجعت عناصر العدو إلى المناطق المأهولة بالسكان في حيي 17 تموز والنجار، مخلفين خلفهم عددا كبيرا من العبوات الناسفة.. وقواتنا تواصل تقدمها في منطقة حاوي الكنيسة، التي هي ارض زراعية غير مأهولة بالسكان». وقال النقيب سبهان علي الشويلي إن «تمكنت فرقة تابعة للشرطة الاتحادية مع قطعات من قوات الرد السريع (تتبع الداخلية) من طرد عاصر الدولة من قرية دجلة شمال غربي الموصل، وحررت 30 عائلة احتجزها التنظيم». ونوه إلى انه «خلال تقدمنا تعرضت لنا عجلتان مفخختان يقودها انتحاريان، وتم تدميرها بضربتين جويتين بدون أية خسائر بصفوف قواتنا». إلى ذلك، قال الفريق رائد شاكر جودت قائد الشرطة الاتحادية العراقية إن قطعات الشرطة الاتحادية تواصل تقدمها السريع من المحور الشمالي الغربي من الساحل الايمن بهدف الوصول إلى ضفة نهر دجلة ومحاصرة منطقة الجسر الخامس شمال المدينة القديمة في الموصل. وأوضح في بيان صحافي إن « قوات الشرطة قتلت 11 من عناصر الدولة بينهم أبو حذيفة الحديدي مسؤول محور الزنجيلي ورأس الجادة، وأبو أسحاق المسؤول الشرعي للجانب الايمن في حي الشفاء». ومن شأن استعادة كامل مدينة الموصل التي أعلن منها زعيم تنظيم الدولة ابو بكر البغدادي «الخلافة» قبل نحو ثلاث سنوات، أن توجه ضربة قاسية إلى التنظيم في العراق. وبدأت القوات العراقية بدعم من «التحالف الدولي» بقيادة واشنطن في 17 تشرين الاول/اكتوبر عملية ضخمة لاستعادة الموصل من تنظيم الدولة الذي سيطر عليها في منتصف حزيران/يونيو 2014. وأعلنت في نهاية كانون الثاني/يناير استعادة كامل الشطر الشرقي للموصل ثم أطلقت بعد شهر تقريبا عملية استعادة الشطر الغربي. وتخوض منذ أسابيع معارك حول المدينة القديمة في الموصل، لكنها تواجه مقاومة شديدة، فيما لا يزال مئات الالاف من المدنيين محاصرين في هذا الجانب من المدينة. وكشف وزير الهجرة والمهجرين جاسم محمد الجاف الاثنين أن اعداد النازحين بلغت 600 ألف منذ انطلاق عمليات «تحرير نينوى» عاد 133 الفا منهم إلى مناطقهم بعد انسحاب الجهاديين منها. وقال الوزير في بيان إن «العدد المتبقي من النازحين في المخيمات منذ انطلاق عمليات تحرير نينوى وصل إلى 467 الف نازح، بينهم 425 الفا نزحوا منذ بدء عمليات تحرير الجانب الغربي من الموصل»، مشيرا إلى ان 42 ألف نازح فقط لم يعودوا إلى منازلهم في الشطر الشرقي. ومع تزايد الضغوط عليهم، يحاول عناصر «الدولة» تحويل الأنظار عن الموصل وشن هجمات متكررة على القوات العراقية المرابطة في محافظة الانبار. ففي اسبوع، شن التنظيم الذي لا يزال يسيطر على أقلّ من سبعة في المئة من مساحة العراق، ثلاثة هجمات على قوات الجيش وحرس الحدود اسفرت عن مقتل 26 شخصا على الاقل قرب الرطبة التي كانت تحت سيطرة تنظيم الدولة وتمت استعادتها في مطلع العام 2016. وتمكنت القوات العراقية بدعم من التحالف الدولي من استعادة مدن ومناطق واسعة من قبضة الجهاديين الذين ما زالوا يتواجدون في مناطق متفرقة في الانبار المجاورة لسوريا والاردن والسعودية.