استمتع عشاق النغمة الأصيلة سهرة، أول أمس، بمناسبة انطلاق الطبعة العاشرة من المهرجان الثقافي الدولي للمالوف بالمسرح الجهوي محمد الطاهر فرقاني بطبق قسنطيني خالص عبقته أصوات من مدينة الصخر العتيق برائحة الأصالة والتراث. وحملت هذه السهرة الفنية "أصوات المدينة" التي تميزت بحضور نوعي للعائلات القسنطينية العاشقة للموسيقى الأندلسية الأصيلة توقيع جوق سيرتا للمالوف بقيادة المايسترو سمير بوكريديرة التي قدمت أجمل الوصلات بأحلى أصوات مدينة سيرتا، وقد نجح الفنانون السبعة كمال بودة و حسان برمكي و عبد الرشيد سقني و رياض خلفة و خالد عيمر و الشابين عادل مغواش و مالك شلوق في تقديم عرض راقي استحق تصفيقات الجمهور الحاضر، و تناوب هؤلاء المطربون الذين اختلفت أجيالهم و جمعهم حسن الأداء في تقديم مقطوعات من نوبة "فاح الزهر فاح" ختموها بخلاص "مكبد الحب" بمعية العازفين ال35 لجوق سيرتا لاقت استحسانا كبيرا من قبل الحضور الذي تفاعل كثيرا لتصنع زغاريد النساء الفرجة عبر أرجاء المسرح الجهوي. تجدر الإشارة إلى أن هذه السهرة الافتتاحية تميزت بتكريم اسمين فنيين من مدينة الصخر العتيق غيبهما الموت و هما العيد فنيخ و نذير بودة، و قبيل الافتتاح الرسمي للمهرجان الثقافي الدولي للمالوف في طبعته العاشرة الذي حضره جمال فوغالي ممثل وزير الثقافة ألقى محافظ المهرجان سمير قنز كلمة أكد فيها بأن المالوف فن أصيل سكن و لا يزال يسكن أرجاء مدينة كتبها الأدباء و غناها المبدعون، مردفا بأن هذه الطبعة الجديدة ستكون حافلة بالإبداع و سترسخ لمدرسة المالوف الفنية كما ستحتفي بعميد موسيقى المالوف في ذكرى رحيله الأولى، و أضاف بأن قسنطينة تؤكد من خلال هذا المهرجان انتماءها الحضاري العريق و بأنها لا تنسى شيوخها و تكرم مبدعيها من خلال هذه اللقاءات الفنية و الطربية و ستكون السهرة الثانية من المهرجان الثقافي الدولي للمالوف الذي يأتي خلال طبعته العاشرة تحت شعار "المالوف يغني التراث" تونسية بعنوان "عبق المالوف" يحييها جوق المالوف التونسي إلى جانب جمعية مقام القسنطينية و سيتخللها تكريم الفنان المرحوم سليم عزيزي.