طبعا وبكل فرح وسرور، التسمية الكاملة "بلحاج بن زيان خالد" فنان تشكيلي عصامي، مسقط رأسي إحدى المناطق المحافظة بالجهة الغربية من ولاية الشلف وهي حاليا تابعة إلى بلدية وادي سلي ، نشأتُ و ترعرعتُ في أحضان أسرة محافظة على العادات و التقاليد النابعة من مجتمعنا الجزائري الأصيل، تلقيتُ العناية والرعاية الكافيتين من طرف الوالدين الكريمين خاصة من الجانب التعليمي والثقافي، بمسقط رأسي و بعاصمة الولاية، أما مساري المهني أستاذ مادة الأدب العربي وخريج المعهد التكنولوجي للتربية لولاية الشلف. كما أشير بأن دخول عالم الفن والثقافة، ليس هو بجديد على العائلة بل هو نابع من العائلة الكريمة، حيث كان والدي رحمه الله من أعيان الولاية، حيث يعتبر رمزا من رموزها التاريخية باعتباره أحد المجاهدين الذين انضموا إلى صفوف الثورة التحريرية المجيدة، ثم رئيسا لبلدية (بوقادير) مباشرة بعد الاستقلال في فترة الستينات و السبعينات، أما والدتي أطال الله في عمرها فقد كانت سندا لي وكتابا مفتوحا لكل أفراد أسرتي وخاصة أبنائها ،حيث كان لها الدور الكبير في تعليمي وخصوص أبجديات اللغة الفرنسية وذلك بالنظر إلى إتقانها ذلك. بكل صراحة، فقد استهواني الرسم منذ الصغر كأي طفل يحب الألوان، حيث اكتشفت موهبتي في سن مبكر منذ المرحلة الابتدائية، فكنت أرسم كل صورة تلفت انتباهي خلال قراءاتي لكتب القصص والحكايات، فأحاول محاكاتها باستعمال قلم الرصاص و الأقلام الملونة، لكن تشجيع أساتذتي في طور المتوسط وحبي المفرط للرسم شجعني على تطوير قدراتي الفنية، فانتقلت من الرسم على الورق والخشب إلى الرسم على اللوحات الفنية إن معظم أعمالي الفنية مستوحاة من المدرسة الواقعية، حيث يظهر ذلك جليا على لوحاتي الفنية. كما أشير بأنني طورت ريشتي وانتقلت بعد ذلك إلى الرسم التجريدي، حيث أجد فيه راحتي وأعبر فيه عن إحساسي بمزاوجة الألوان لأجسد الأفكار التي طالما تخالج شعوري. بخصوص الشطر الأول من السؤال من بين الرسامين العالميين الذين تأثرت بأعمالهم، الرسام الشهير "إتيان ديني" ورسامين آخرين. أما بخصوص الشطر الثاني من السؤال، بطبيعة الحال، إضافة إلى موهبة الرسم فأنا امتلك مواهب أخرى مثل كتابة الشعر وصناعة الفخار والرسم على الزجاج والخزف الفني. الفن التشكيلي بالنسبة لي هو الهواية المفضلة والموهبة المتميزة التي أستطيع من خلالها التعبير عما يجول في خاطري والتعبير عن أحساسي خاصة وأنا أداعب الريشة وأمزج بين الألوان الباردة تارة والألوان الحارة تارة أخرى، فأنا أحب أن أعيش في عالم الريشة والألوان لأترجمها على لوحاتي الفنية، فأستقر تارة على لوحة واقعية تذكر المتأمل فيها بواقعة معينة أو على لوحة تجريدية تارة أخرى تنشط ذاكرة المتأمل لتقرءها أفكاره حسب إلهامه وتخيلاته، بالنسبة لي فإن الفن التشكيلي بنوعيه الواقعي و التجريدي هو تجربة أشق بها طريقي نحو عالم فنٍّ يسهل قراءته و قد يبقى دائما بحاجة إلى ترجمة. أكيد وكل شخص في الدنيا يتعرض إلى مشاكل وعراقيل، فما بالك بالفنان، بكل صراحة اعترضني مشاكل وعراقيل و صعوبات كثيرة منها عدم حصولي على ورشة أو محل أزاول فيه نشاطي كفنان تشكيلي – غلاء وارتفاع أسعار مواد وأدوات الرسم مما يعرقلني عن إنتاج العدد المرجو من اللوحات الفنية – الإهتمام القليل و المحتشم بهذا النوع من الفن مما يصنعِّ من مهمتي كفنان تشكيلي في إبراز أعمالي الفنية كما أشير إلى نقص المعارض الكبرى. بكل صراحة لم تكن كما أطمح إليه ولكن ممكن أن تتوسع مشاركتي مستقبلا في المعارض الكبرى داخل وخارج الولاية وغن سمحت الفرصة ولمالا خارج الوطن ،مشاركتي بصفتي فنانا تشكيليا، قمت بأول معرض فردي لأعمالي الفنية بالمكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية لولاية الشلف كما قمت بعدة مشاركات في معارض جماعية بدار الثقافة لولاية الشلف وكانت آخر مشاركة لي بالصالون الجهوي الثالث للفنون التشكيلية بدار الثقافة لولاية الشلف تحت إشراف مديرها دحماني جيلالي الذي أشكره في هذا المقام على اهتمامه بالفن التشكيلي والفنانين التشكيليين. اختمها بكلمة الشكر لكم على فتحكم لي هذه النافذة الثقافية والتي تعتبر هذه الالتفاتة بمثابة تحفيزا لي كفنان طموح، وأخيرا أود أن أقول بأن الفنان التشكيلي هو عنصر مهم في حياتنا الاجتماعية، فهو بذلك يحمل في أفكاره و إبداعه و ثقافته و مفاهيمه ووعيه الاجتماعي و الثقافي رسالة هادفة يؤثر بها على أحاسيس و أفكار أفراد المجتمع، كما أنه يتأثر بانتقاداتهم وآرائهم، فهو يبدع في إضفاء الجمال و تزيين المحيط و ترسيخ ثقافة الفن و الإبداع، فلا بد من الاهتمام بالفنان التشكيلي و إعطائه العناية الكافية، ليبقى الفن التشكيلي دائما شعارا للثقافة و الجمال و الإبداع.