الاتحاد: عرفينا بنفسك؟ السيدة بن سمرة: أنا السيدة بن سمرة نصيرة منحدرة من ولاية سطيف المعروفة بالهضاب العليا متزوجة و أم لأربعة أطفال و أنا حاليا مقيمة بديار الغربة بفرنسا شغلت عدة مناصب شغل في معهد الالكترونيك، أنحدر من عائلة بسيطة معروفة بأخلاقها العالية و حبها على حثنا على طلب العلم و الرقي، كما لدي ثلاث أخوات أخريات واحدة منهن طبيبة أطفال و أخرى بروفيسور في الكيمياء و قد حصلت على جائزة في سبتمبر المنصرم و أختي الصغرى مهندسة معمارية الاتحاد: من أين انطلقت فكرة اختراع هذه الفأرة الذكية؟ السيدة بن سمرة: في الحقيقة أنا أميل إلى كل الاختراعات الحديثة التي تعود على الفرد و المجتمع بالمنافع أما فيما يخص الفأرة الذكية فعندما توفي والدي إثر سكتة قلبية و بعده توفي أخي كذلك بسكتة قلبية لتليه أختي و بعدها بأيام قليلة ماتت أختي الأخرى، و من هنا جاءت الفكرة حيث بحثت و وجدت أن هذا المرض صامت حيث يمكن للقلب أن يكون مريضا دون أن يشعر بذلك الشخص العادي ،و من هنا جاءت الفكرة باختراع جهاز يمكن أن، يتنبأ بالمرض أثناء الفحص العادي أو الروتيني و هذا ما دفع بي للتعلق أكثر بهذا المجال قصد الحصول على حل لهذه المعضلة التي تركت أثرا سلبيا على جميع أفراد العائلة. الاتحاد: طبعا اختراع مهم كهذا الذي بين أيدينا لا بد له من دعم فمن قام بمساعدتك و دعمك؟ السيدة بن سمرة: أكيد، أنا حاصلة على ماجستير و دكتوراه في معالجة الصور و الموجات فوق الصوتية كما أنني كنت أستاذة في معهد الالكترونيك أي هذا المجال داخل ضمن تخصص دراستي، و لكن الدعم الأكبر كان من طرف زوجي السيد زقادي الحاصل بدوره على دكتوراه في الهندسة الكهربائية ب "ليون" حيث وجدت منه كل الدعم الذي أردته الاتحاد: هل يمكن أن تشرحي لنا كيفية عمل هذا الاختراع الذي طالما حلمت بإخراجه إلى النور؟ السيدة بن سمرة: هذا الاختراع عبارة عن فأرة ذكية تساعد الطبيب المتخصص في أمراض القلب و الرئة بالتنبؤ بأي خلل يحدث على مستوى القلب، أو إذا كان القلب مصاب دون أن يشعر المريض بأي شيء، خاصة و أننا نعيش في زمن كثرت فيه الوفيات بالسكتات القلبية و هذا الجهاز ليس كأي جهاز أخر. الاتحاد: و ماذا عن طريقة عمله؟ السيدة بن سمرة: فيما يخص طريقة عمل هذه الفأرة الذكية فبمجرد أن يقوم الطبيب بوضعها على مستوى القلب و الصدر لبضعة دقائق و بما أنه جهاز يعمل بالتقاط الموجات القلبية و الرؤية مثل الكهرباء و الصوت، يجب توصيله بجهاز الكتروني لرؤية ما إذا حصلت أي تغييرات على مستوى القلب و تعرض فيما بعد على الطبيب ليقوم بترجمة تلك الرموز و دراسة الموجات عن طريق البرنامج الآلي الذي يعوض برنامج الطبيب المختص و في حالة حدوث خلل ما يكون إنذار مسبق و الذي تعرض نسخة منه مسجلة لطبيب القلب الذي يعطي تشخيصه الأخير و هو الذي يحكم إذا كان المصاب مريضا أو لا من خلال حدوث تغييرات على مستوى الجهاز الاتحاد:هل هذا الجهاز يستعمل من طرف أطباء القلب فقط أو أي طبيب آخر؟ السيدة بن سمرة: بطبيعة الحال هذا الجهاز يعوض طبيب القلب إلى حد ما حيث يجب على أي طبيب مختص في أي مجال أخر غير الأمراض القلبية باستعماله لدى معاينته لمرضاه لأن هناك الكثير من الناس من يعاني من خلل في قلبه و هو لا يعلم كما أنه لا يمكن اكتشاف هذا الخلل من قبل طبيب الأنف أو الحنجرة مثلا بدون استعمال هذه الفأرة الذكية، لذا أرى أنه من الضروري استعمالها من قبل أطباء آخرين . الاتحاد: في نظرك ما هي المنافع التي يحققها هذا الجهاز؟ السيدة بن سمرة: أرى أن هذا الجهاز يمكن أن يتنبأ بحدوث خلل ما و ذلك قبل أن يحدث مالا يحمد عقباه كما أنه جهاز يوفر الوقت و هو يقلل المسافات خاصة إذا كان المريض كبيرا في السن و لا يمكنه التنقل إلى عيادة الطبيب و هذا يدخل ضمن الفحص الروتيني، و لو تحقق فعلا هذا المشروع فلن يكلف غاليا مقارنة بالدور الذي يلعبه في اكتشاف المرض مبكرا، و علاجه قبل حدوث الأزمات القلبية و الدماغية المختلفة التي لا تقتل و لكنها قد تترك عدة إعاقات على مستوى الجسم . الاتحاد: هل الفأرة الذكية هو الاسم النهائي لهذا الجهاز؟ السيدة بن سمرة: لا فأنا و زوجي لم نتوصل إلى تحديد الاسم النهائي لهذا الجهاز و قررنا تغيير الاسم إذا طبقنا المشروع على أرض الواقع، فهذا اسم مؤقت. الاتحاد: و ماذا عن مشاركتك في العديد من المسابقات ؟ السيدة بن سمرة: لقد شاركت في عدة مسابقات على المستوى الداخلي و الخارجي منها PACEIM المهتمة بإنشاء المؤسسات التكنولوجية في البحر الأبيض المتوسط و بعد النجاح في هذه المسابقة قررت عرض مشروعي المتمثل في الفارة الذكية في SAFEX منذ أيام قليلة، أين تمكنت من الحصول على أحسن جائزة من طرف OMPI الاتحاد: ماذا تتمنين اتجاه هذا المشروع أو المشاريع الأخرى ؟ السيدة بن سمرة: أرى أن هذا المشروع لو تحقق على أرض الواقع لمكنّنا من تفادي عدة أزمات على مستوى القلب كما أطلب من الجهات الوصية و الحكومة دعمنا في هذا المجال الذي لم يحضى بأية أهمية و هذا على غرار الدول الأخرى مثلا كتونس و المغرب الذين يولون أهمية كبيرة لمثل هذه الاختراعات و خاصة تلك المتعلقة بالصحة و إذا نجح هذا الاختراع فالخير سيعم على الجميع و أنا أرى أن الإرادة عامل أساسي يدفع بي إلى تحقيق المزيد من النجاحات كما أنني على يقين أنه إذا اهتمت الجهات المعنية بتوفير الأموال اللازمة لتحقيق مثل هذه المشاريع ستساعد للحد من هجرة الأدمغة نحو الخارج. الاتحاد: كلمة أخيرة للاتحاد السيدة بن سمرة: أشكركم على اهتمامكم بهذا المجال و آمل أن أفتح شركة في الهضاب العليا أي مسقط رأسي و أن أوظف شبابا في شتى المجالات كالإلكترونيك و الإعلام الآلي و المتخصصين في القطاع الصحي و بهذا نكون قد ساهمنا بامتصاص البطالة و كذا إعطاء جهاز جديد يمكنه أن يقلل من نسبة الأزمات القلبية.