كشفت المكالمة الهاتفية التي تلقتها عائلة مستغانمية، أول أمس، من ابنها الذي غادر التراب الوطني في الهجرة السرية الجماعية، يوم 14 سبتمبر الماضي، والتي أوقف إثرها حراس السواحل الإسبان 115 مهاجر من جنسية جزائرية، أن عدد الحرافة الذين غادروا السواحل الجزائرية يفوق 150 في تلك الموجة. ذكر الشاب المستغانمي المتصل بعائلته المقيمة في حي تيجديت الشعبي، أنه تمكن هو ورفاقه في الزورق من الإفلات من مطاردة حراس السواحل الإسبان، إلا أنهم وقعوا في قبضة الشرطة. وأضاف أن ركاب زورقين تمكنوا من بلوغ الساحل في منطقة كارطخينا، التي لا تبعد كثيرا عن مقاطعة مورسيا، التي تم في عرض مياهها الإقليمية اعتراض سبيل 7 زوارق محملة ب115 حراف، كلهم من جنسية جزائرية. وكان الزورقان اللذان استقل أحدهما هذا الشاب المستغانمي، قد أفلتا من مطاردة حراس السواحل الإسبان في البحر، وبلغا ساحل منطقة كارطخينا، ومنه توغلوا إلى غابة، قبل أن تلقي عليهم مصالح الأمن القبض. وحسب شهادته، فإن عدد الأشخاص الذين بلغوا الساحل هو .50 ويوجد المقبوض عليهم منهم حاليا في مركز حجز إداري. وكانت أخبار قد ترددت في مستغانم، في الأسبوعين الأخيرين، عن هجرة مجموعة غير معلومة من الشباب، على متن ثلاثة زوارق صيد متوسطة الحجم، منهم الحراف الذي اتصل بعائلته، وتمت العملية يوم الثلاثاء 14 سبتمبر. ويظهر من خلال تاريخ توقيف حراس السواحل الإسبان لعدد منهم، أن الرحلة استغرقت ثلاثة أيام، أما موقع الإبحار من الساحل الجزائري فإنه مصب وادي الشلف الذي يبعد 8 كيلومترات عن مدينة مستغانم من الجهة الشرقية. وتنتظر بقية العائلات التي شارك أبناؤها في هذه الرحلات أخبارا عنهم، وهي العائلات التي تقيم أغلبيتها في أحياء تيجديت، العرصة، ديار الهناء والحرية الشعبية بمستغانم. وإذا كانت السلطات الإسبانية قد أعلنت، يوم الخميس 17 سبتمبر، أنها أوقفت سبعة زوارق محملة ب115 مهاجر سري جزائري، فإن الزوارق الثلاثة التي أفلتت من المطاردة البحرية، ترفع عدد ''قوارب الموت'' التي شاركت في تلك الرحلة الجماعية إلى ,10 ويرتفع عدد الحرافة الذين غادروا السواحل الغربية للبلاد إلى أكثر من .150 وهي أكبر موجة هجرة سرية جماعية تشهدها هذه المنطقة من البلاد. وفي اتصال ''الخبر'' مع جهة بحرية رسمية لتأكيد صحة خبر إبحار ثلاثة قوارب في الآونة الأخيرة من سواحل مستغانم في اتجاه إسبانيا، لم تنف المعلومات. إلا أنها أكدت على إبحار قاربين فقط دون تحديد عدد الحرافة.