امرأة تسأل عن حكم البقاء مع زوجها الذي يشرب الخمر؟ - إن الخمر من الأمور المحرّمة حتّى قبل الإسلام قال تعالى: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِمَا وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ الله لَكُمُ الآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ} البقرة: .219 وقال أيضًا {إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمْ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ} المائدة:.91 وقد لعن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم عشرًا مع شاربها كحاملها وعاصرها وغيرهما''، كما أجمعت الأمّة بأسرها في جميع العصور على تحريمها. وسؤالك عن حكم بقائك مع زوجك المدمن على شرب الخمر فجوابه أن تصبري وتعملي على أن يتوقف زوجك عن شربها طاعة لله تعالى خير لك من أن تنفصلي عنه وتشتتي أسرتك وتهددي بذلك استقرار نفسيات أولادك، ولك في صبرك معه الأجر العظيم عند الله سبحانه وتعالى. وألحّي في الدعاء حتّى يهديه الله تعالى إلى التوبة والإقلاع عن ارتكاب الحرام، وهذا من صفات الزوجة الصالحة الّتي تصبر على أذى زوجها وترشده وتذكّره بالله إن غفل وتعينه على عبادة الخالق جلّ جلاله. فتاة تشتكي من أبيها الذي يردّ الخُطّاب الذين يطلبونها مع العلم أن منهم ذوي خلق ودين؟ - يجب على وليّ المرأة أن يختار لموليته الرجل الكفء الصالح ممّن يرضى دينه وأمانته لقوله صلّى الله عليه وسلّم: ''إذا أتاكم مَن ترضون دينه وخلقه أو أمانته فزوّجوه إلاّ تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض'' أخرجه الترمذي وابن ماجه وغيرهما وهو حديث حسن، فيجب على الوليّ أن يتّقي الله في ذلك ويراعي مصلحة موليته لا مصلحته هو، فإنه مسؤول عمّا استرعاه الله عليه، وأن لا يُكلّف الخاطب ما لا يطيق، فيطلب منه مهرًا فوق ما جرَت عليه العادة، أما إن رَدّ الولي هؤلاء الخطّاب لعيب في الدّين والخلق، فلا بدّ على موليته الرضى. ماذا يُقال لمَن يريد العزوف عن الزواج مع وجود القدرة المادية والبدنية؟ - إنّ الزواج سُنَّة الأنبياء والمرسلين من لدن آدم عليه السلاّم إلى خاتم الأنبياء والمرسلين محمّد صلّى الله عليه وسلّم، ولأهمية الزواج جعله النّبيّ صلّى الله عليه وسلم يُمثِّل نصف الدِّين، وعلى المتزوج بعد ذلك أن يجتهد في باقي الطاعات، فقد جاء في الأثر أن مَن تزوّج فقد ملك نصف دينه وليتق الله في النصف الباقي. وقد رغَّب النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم فيه ودعاهم إليه متَى كانوا قادرين عليه فقال: ''يا معشر الشباب مَن استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنّه أغظ للبصر وأحصن للفرج ومَن لم يستطع فعليه بالصوم فإنّه له جُنَّة''.