قال الله تعالى: ''وَقَيَّضْنَا لَهُمْ قُرَنَاءَ فَزَيَّنُوا لَهُمْ مَّا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَحَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ إِنَّهُمْ كَانُوا خَاسِرِينَ'' فصلت.25 قال العلامة ابن كثير: قال تعالى: ''وَقَيَّضْنَا لَهُمْ قُرَنَاءَ} يذكر تعالى أنّه هو الّذي أضل المشركين، وأنّ ذلك بمشيئته وكونه وقدرته، وهو الحكيم في أفعاله، بما قيَّض لهم من القرناء من شياطين الإنس والجن. وقال تعالى ''فَزَيَّنُوا لَهُمْ مَّا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ'' أي: حَسَّنُوا لهم أعمالهم في الماضي، وبالنسبة إلى المستقبل فلم يروا أنفسهم إلاّ محسنين. وقوله تعالى ''وَحَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ'' أي: كلمة العذاب كما حقّ على أمم قد خلَت من قبلهم، ممّن فعل كفعلهم، من الجن والإنس. وقوله تعالى ''إِنَّهُمْ كَانُوا خَسِرِينَ''أي: استوَوا هم وإيّاهم في الخسار والدمار.