إنها لَفرصة سعيدة تلك التي تتاح لنا، مع مطلع نوفمبر، شهر الثورة الجزائرية المظفرة، لنتقدم بالتهنئة والتحية إلى جريدة ''الخبر'' بمناسبة مرور عشرين سنة على تأسيسها. على مدار عقدين من الزمن، ظلت ''الخبر'' مواظبة على الظهور في شكل متجدد، مثابرة على نقل الأحداث وتحليل الوقائع، بمهنية عالية، فاكتسب طاقمها المجدّ خبرة شهد بها القاصي والداني، وعرف كيف يجعل من كل إنجاز جديد حافزاً على المزيد من الإبداع، في إطار من البحث الدؤوب، بوعي ومسؤولية، عن إنتاج نوعي ومتميز، يلبي حاجة قرائها ومتتبعيها، حتى تبوّأت ''الخبر'' مكانتها المستحقة في صدارة الإعلام المكتوب، جزائرياً وعربياً وإفريقيا وعالمياً. بالصدق والمصداقية، بالاحترافية والموضوعية، بالتفاني والجدية، استحقت ''الخبر''، وفي زمن قياسي، كل التقدير والعرفان على مساهمتها الريادية في إرساء دعائم إعلام جزائري حر، وفيِّ للمثُل والمبادئ والقيم الوطنية.. متمسك بالثوابت والمقدسات.. قائم على الانفتاح الواعي والتنوع الإيجابي والتعدد المثمر. وسيحفظ التاريخ لصحيفة ''الخبر'' أنها كانت حاضرة وصامدة، ملهمة ومواسية، خلال تلك العشرية المعتمة التي تجاوزتها الجزائر، منتصرة معززة، بفضل تضحيات وإخلاص أبنائها البررة الذين دفعوا حياتهم فداء للوطن والكرامة، من أمثال شهيد ''الخبر'' والإعلام الجزائري عامة، عمر أورتيلان. لقد ذاق الشعب الصحراوي مرارة ظلم ذوي القربى في المملكة المغربية، ولكنه حظي بكرم الأشقاء وسخاء الإخوان في الجزائر الشقيقة. فبعد أن طاردتهم قنابل النابالم والفوسفور، المحرّمة دولياً، المتهاطلة من طائرت القوات الجوية الملكية المغربية، وجد عشرات الآلاف من اللاجئين الصحراويين الأمان والسلام فوق التراب الجزائري المخضّب بدماء أكثر من مليون ونصف المليون من الشهداء. ومع الأسف الشديد، تتكرر اليوم في الأراضي المحتلة من الصحراء الغربية تلك المشاهد المرعبة التي رافقت الاحتلال العسكري المغربي اللاشرعي للساقية الحمراء ووادي الذهب في 31 أكتوبر .1975 فهاهم عشرات الآلاف من المواطنين الصحراويين العزّل، النازحين في مخيم اقديم إيزيك، شرقي مدينة العيونالمحتلة، رفضاً للواقع الاستعماري المغربي على ترابهم، يحاطون بجحافل الجيش المغربي، المدجج بمختلف صنوف الأسلحة والعتاد، المصوّب إلى صدور عارية وأرواح بريئة، مثل الطفل الشهيد الناجم محمد فاظل الكارحي. وإننا في الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية، لننظر بكل تقدير واحترام وتثمين إلى جريدة ''الخبر'' على حفاظها على تغطية ومتابعة مستمرة، بكل موضوعية وشفافية، لكل القضايا الوطنية والجهوية والدولية، وإصرارها على وضع قرائها الكرام في الصورة حول تطورات نزاع الصحراء الغربية، كآخر فضية تصفية استعمار في إفريقيا. وليس ذلك بغريب على هذه الصحيفة الغراء التي اختارت أن يكون تاريخ تأسيسها هو الأول من نوفمبر، بكل ما يحمله هذا التاريخ من معاني الثورة والكفاح ودلالات الخلاص والانعتاق، في إطار من الوطنية الحقة والإصرار الراسخ، الذي لا رجعة فيه، على بلوغ الأهداف النبيلة المسطرة. ومن هنا، فإن كل الصحراويات والصحراويين يستقبلون هذا اليوم المتميز في تاريخ صحيفة ''الخبر''، ولكن في تاريخ الشعب الجزائري عامة، بكل التقدير والإجلال، لأنه تاريخ اندلاع الثورة الجزائرية المظفرة التي حررت الجزائر وقهرت الاستعمار وفتحت الآفاق واسعة أمام شعوب العالم التوّاقة إلى الحرية والاستقلال والعيش الكريم. وهكذا، فهذه فرصة ثمينة وسانحة جميلة لكي نتوجه إلى جريدة ''الخبر''، بمناسبة مرور عشرين عاماً على تأسيسها، وإلى كل طاقمها وعمالها وقرائها، بأحر التهاني وأطيب التمنيات بمزيد التفوق والنجاح.. ومن خلال هذا المنبر الإعلامي الفذ، إلى الشعب الجزائري الشقيق، إلى الدولة الجزائرية، بقيادة فخامة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة. فهنيئاً لصحيفة ''الخبر'' بعيدها العشرين، وهنيئاً لكل القائمين عليها، وكل عام وأنتم بخير، والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.