علمت ''الخبر'' من مصدر مقرب من قطاع الطاقة أن تسليم أنبوب غاز ''ميدغاز'' الرابط بين مدينة بني صاف وألميريا الإسبانية والشروع في ضح الغاز الجزائري سيتأخر عن موعده المحدد في بداية نوفمبر الجاري. ولم تتحدد بالتدقيق، حسب نفس المصدر، مدة التأخير، إلا أنها يمكن أن تصل إلى بداية السنة المقبلة. وارتبط مشروع ''ميدغاز'' الذي من المنتظر أن يمد إسبانيا بحوالي 8 مليار متر مكعب سنويا من الغاز في الآونة الأخيرة بتسوية شاملة لمسألة أسعار الغاز والخلاف الذي كان مطروحا بين غاز ناتورال، أقدم وأهم زبائن سوناطراك في إسبانيا، والجزائر. ورغم أن الزيارة التي قام بها وزير الصناعة الإسباني ميغال سيباستيان إلى الجزائر في 18 أكتوبر الماضي قد سمحت مبدئيا بالتوصل إلى اتفاق أولي لحل الخلاف بين غاز ناتورال وسوناطراك، وتشديد مدريد على حرصها على عدم تضييع أهم ممونيها، فإن مدريد عمدت إلى التماطل رغبة منها في تفادي تسديد المؤخرات المالية المقدرة ب9,1مليار أورو، والتي ستضطر غاز ناتورال إلى دفعها بعد قرار محكمة المنازعات بباريس لفائدة سوناطراك والجزائر، علما أن القرار غير قابل للطعن والاستئناف وأنه نافذ، إلا أن أهمية المبلغ دفع الشركة الإسبانية إلى محاولة إيجاد صيغة توفيقية مع الطرف الجزائري، في وقت أصر الجانب الجزائري على تسوية شاملة للقضية وربط قضية الأسعار مع الشروع في ضح الغاز الطبيعي عبر ''ميدغاز''. ويأتي تشديد الموقف الجزائري بعد أن سجلت محاولات إسبانية لضمان الإسراع في تنويع مصادر تزودها بالغاز من قطر ونيجيريا إلى جانب النرويج والتحضير لقانون يفرض عدم تجاوز حصة أية دولة لنسبة 30 بالمائة في سوق الغاز الإسباني.