أخذ الحديث عن الحصيلة المالية لمولودية الجزائر، والديون المترتّبة عن فترة تسيير مختلف الرؤساء منذ 2001، سنة تولي ''المدنيين'' تسيير فرع كرة القدم بدلا من سوناطراك، حصّة الأسد خلال أشغال الجمعية العامة العادية للنادي الهاوي لعميد الأندية الجزائرية. أشغال الجمعية العامة العادية التي جرت بفيلا الشرافة مقر الفريق، لم تكن بحاجة إلى اكتمال النّصاب القانوني لبدء الأشغال، كون الأمر تعلّق بثاني موعد، بعد تأجيل موعد الثاني عشر نوفمبر لعدم اكتمال النصاب، حيث تنص القوانين على أن الجمعية العامة تجري في الموعد الثاني بغض النظر عن عدد أعضاء الجمعية الحاضرين. ورغم أن الحصيلة المالية لرئيس النادي الهاوي مولودية الجزائر، تمت المصادقة عليها بسرعة البرق، كون الرئيس الصادق عمروس توّج بلقب البطولة بتشكيلة شابة وبأقل التكاليف، واستعرض محطات الموسم الكروي 2009/ 2010 الأمين العام للفريق طافات، فإن الحصيلة المالية للنادي الهاوي كانت محلّ جدل كبير بين الأعضاء القلائل الذين حضروا الأشغال. مطالبة بتحديد المتسبّبين في الديون وطالب عدد من أعضاء الجمعية العامة، على غرار كمال لونفار وأحمد قاصب وإبراهيم بوهراوة وغيرهم، بتسليط الضوء على الديون المتراكمة منذ عهد ''جمعية ال.مولودية'' وما تكبّده النادي الهاوي الذي ترأسه الصادق عمروس منذ 2008، مشدّدين على ضرورة التدقيق في أسباب تجاوز الديون 16 مليار سنتيم. ودافع الرئيس عمروس عن عهدته، وصرّح على مسامع الأعضاء بأنه لا يتحمّل كل تلك الديون، مشيرا بأنه قام بتسديد جزء منها، فيما قال لونفار، أحد أعضاء الجمعية العامة والمنسحب من إدارة النادي، بأن فترة تواجده مع الرئيس الأسبق محمّد مسعودي لم تسمح له ولأعضاء المكتب بتسديد الديون كونهم أزيحوا من مناصبهم. وأمام المدّ والجزر، تدخل محافظ الحسابات برجي الذي كشف عن جملة من خروقات في الحصيلة المالية، وشرح بالتفصيل لمختلف الأعضاء التحفظات المدوّنة ''التي من شأنها أن تجعل الفريق والمسيرين في وضعية قانونية خطيرة، منها إقدام شخص اعتبره مجهولا، على صرف قيمة خمسة صكوك لأربعة ممولين، كان يفترض أن تدخل حسابات النادي''، مضيفا ''لقد شرح لي مسيرو الفريق أن ذلك الإجراء أملاه ظرف استثنائي، كون الإدارة كانت بحاجة إلى تسديد مستحقات اللاّعبين، لكن هذا العذر غير مقبول قانونا، وقد يخلّف متابعات ويجعل الحاصل على الأموال محلّ شبهات، حيث تم صرف بهذه الطريقة 4,3 مليار سنتيم''. محافظ الحسابات: هناك خروقات تجعل المسؤولين في وضعية خطيرة وفي ذات السياق، قال محافظ الحسابات -برجي- بأن الفريق استفادة من قيمة 6 ملايير سنتيم نقدا ''وهذا خطأ أيضا، لأن الشخص أو الأشخاص الذين قدّموا دعما ماليا نقدا للفريق، معرّضون لمتابعات للكشف عن مصدر الأموال''، مضيفا بأن الفريق صرف 4,26 مليار سنتيم في موسم 2009 / 2010، بينما كل مداخيله التي كانت نقدا أو عن طريق تحويلات بنكية، بلغت 5,21 مليار سنتيم، أي بعجز يقارب خمسة ملايير سنتيم''. وأمام الإصرار على تحميل كل الرؤساء السابقين مسؤولية الديون العالقة، تم الاتفاق على منح سيد علي عوف، أمين المالية على مستوى الفريق، مهلة لا تتعدّى 45 يوما، حتى يضبط ديون كل رئيس منذ عهد جمعية ''ال. مولودية ''التي تقارب عشرة ملايير سنتيم، والنادي الهاوي الذي صرف حوالي خمسة ملايير سنتيم، وهو الاقتراح الذي وافق عليه الأعضاء. ''خسرنا شريكا ضخما من حجم سوناطراك '' كما وجّه الرئيس الصادق عمروس والأمين العام أحمد طافات انتقادات لمؤسسة سوناطراك لتخليها عن الفريق وعدم تقديم أي دعم مالي، حيث قال عمروس ''وجّهنا عدّة مراسلات لسوناطراك، غير أنهم لم يردّوا علينا، ولا يمكنني إرغام سوناطراك بالقوة على تدعيمنا ماليا''، مضيفا ''تصوّروا بأننا لعبنا 10 مباريات بملعب بولوغين ولم نتلق سوى 107 مليون سنتيم، ولم يكن بوسعي القول إن سعيد عليق أكل حقنا''. وفي نفس السياق، اعترف أعضاء الجمعية العامة، على غرار أحمد قاصب ومسؤولي الفريق، بأنهم أغفلوا نقطة مهمّة، حين تم استعادة شعار الفريق من مؤسسة سوناطراك قبل سنتين، حيث اعتبر الجميع، على غرار عبد الوهاب وقاصب، بأنه كان جديرا الاتفاق كتابيا مع سوناطرك على تقديم الدعم المالي للفريق حلال هذه الفترة. واعتبر الأعضاء، ممن حضروا مراسم استعادة شعار المولودية من سوناطراك، بأن الإدارة خسرت أكبر شريك على الإطلاق، حيث قال قاصب ''الوثيقة هي الأساس، وما حدث خطأ صبياني، وأعترف بأن الرغبة في استعادة الشعار والانطلاق من جديد أنسانا التعاقد مع سوناطراك، إنه خطأ صبياني في نظري، رغم أن الوزير السابق للطاقة والمناجم وعدنا بأن الدعم لن ينقطع، لكن الكلام غير الوثيقة''. وقال عبد الوهاب بأنه من السذاجة الاقتناع بإيجاد رجل أعمال يمكنه تولي رئاسة شركة مولودية الجزائر والديون تبلغ 4,16 مليار سنتيم، مشيرا بأن الانطلاق بقوة يجعل من الضروري إيجاد حل سريع للمشكل. ''فيلا'' الشرافة محل جدل وفي نفس السياق، قال محامي الفريق -لنوار- بأن رئيس محكمة الشرافة طلب منه ضرورة مصادقة أعضاء الجمعية العامة لمولودية الجزائر على جرد وتقييم ممتلكات النادي لإدماجها ضمن أسهم شركة مولودية الجزائر. واستوقف أحمد قاصب عضو الجمعية العامة الجميع، وطلب توضيحات حول مصير ''الفيلا'' مقر الفريق، حيث أكد له الصادق عمروس بأن ''الفيلا'' ملك للنادي الهاوي، فيما أكد محافظ الحسابات بأنها ستصبح ملكا للشركة ذات الأسهم في حال اعتبارها ضمن الممتلكات التي تشكّل الأسهم، مشيرا إلى احتمال ضياع ''الفيلا'' من الناحية القانونية، في حال إفلاس الشركة أو تراكم الديون، ما جعل قاصب وأعضاء الجمعية العامة يطلبون مهلة أسابيع لاستشارة رجال قانون، قبل اتخاذ القرار النهائي بشأن الفيلا. وأبدى الصادق عمروس رفضا قاطعا في التنازل عن ''الفيلا''، وأبدى الجميع موافقة على جرد بقية الممتلكات وتقييم اسم وتاريخ وإنجازات النادي، لتحديد القيمة الحقيقية لهذا الإرث، الذي يناهز 200 مليار سنتيم، حسب مصدر من الفريق.