سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
''أمريكا غير قادرة على توفير شروط ممارسة الحريات في وطنها وتطلب ذلك من الآخرين'' غلام الله في أوّل رد فعل رسمي على تقرير الخارجية الأمريكية للحريات الدينية
رفضت الجزائر أحكاما أمريكية حول واقع الحريات الدينية في البلاد، أسبوعا بعد صدور التقرير السنوي عن كتابة الدولة للخارجية الأمريكية. وقالت إن أمريكا ''زعيمة الديمقراطية غير قادرة على توفير شروط ممارسة الحريات الدينية''. أحيا تقرير الخارجية الأمريكية، الجدل الذي طالما ميز علاقة الجزائر بواشنطن بخصوص الحريات الدينية، ولم ''يشفع'' إبراز التقرير لكثير من الإيجابيات التي قال إنها باتت تتوفّر في الجزائر عكس السنوات الفارطة، من صدور ردود غاضبة من وزير الشؤون الدينية، بو عبد الله غلام الله، نفى فيها ما ذكر عن تضييق ومخاوف من رفض وزارة الداخلية منح تراخيص اعتماد لجمعيات ومنظمات دينية غير إسلامية. وقال وزير الشؤون الدينية والأوقاف، بو عبد الله غلام الله، أمس، إن شروط الحريات الدينية في الجزائر متوفرة وأن ممارستها محترمة. وأوضح الوزير في رده عن سؤال حول تقرير كتابة الدولة الأمريكية يتعلق باحترام الحريات الدينية في الجزائر أنه ''عندنا في الجزائر الحمد لله شروط الحريات الدينية متوفرة وممارستها محترمة''. وحمّل رد غلام الله انتقادات حادة للحكومة الأمريكية حول أدائها إزاء ملف الديانات، في إشارة إلى أحداث تعتقد تنظيمات إسلامية بأن مسلمين ضحية لها فوق التراب الأمريكي، و قال: ''إذا كانت أمريكا (زعيمة الديمقراطية في العالم) غير قادرة على توفير شروط ممارسة الحريات الدينية في وطنها، فكيف لها أن تطلب من الآخرين توفير هذه الشروط؟!'' قبل أن يستطرد: ''عليهم أولا أن يحترموا هذه الحريات في بلادهم قبل أن يتكلموا عنها عند الآخرين''. وتتحسس الجزائر من انتقادات غربيين حول الحريات الدينية، ويعتقد مسؤولون أنهم محل ضغوط (غير بريئة) منذ إصدار قانون تنظيم الشعائر الدينية لغير المسلمين في .2006 وقد أقرّ التقرير الأمريكي بجزء من تلك الضغوط الصادرة عن الأمريكيين أنفسهم، وقال التقرير الأمريكي إن مسؤولين في السفارة الأمريكية في الجزائر نقلوا رسائل احتجاج من وزارة الخارجية الأمريكية إلى السلطات الجزائرية، تتضمن استفسارات ومخاوف من رفض وزارة الداخلية اعتماد 21 جمعية ومنظمة دينية غير إسلامية. والغريب أن ''الصدام'' الذي خلفه قانون تنظيم الشعائر الدينية لغير المسلمين، منحصر أكثر في منطقة القبائل، وتعتقد الحكومة أن هذا مؤشر واضح على وجود نزعة غير بريئة من تنظيمات غربية تستهدف استقرار المنطقة. وسجل الأمريكيون شقين من الحريات الدينية في الجزائر، الأول يتحدث عن تحسن في احترامها مع تغيرات إيجابية في معالجة الأقليات الدينية وتراجع حدة المقالات الإعلامية التي تناولت ملف التبشير المسيحي، خاصة في منطقة القبائل في الفترة الأخيرة. لكنه في الشق الثاني، يعيب على الدستور منعه ترشح غير المسلم للرئاسة، وكذا الصعوبات التي ''يواجهها عمال غير مسلمين'' في أداء شعائرهم الدينية.