واصل، أمس، الأورو تراجعه أمام الدولار، بينما يتدارس المستثمرون خطة الحكومة الإيرلندية التقشفية الصارمة. هذا العامل يساهم أيضا في انكماش أسعار النفط التي ارتفعت إلى حدود 85 دولارا بسبب انخفاض الدولار سابقا. وقد ساهمت الازمة الإيرلندية على غرار اليونانية قبلها في إضعاف الأورو، ليعود إلى الانكماش إلى أدنى مستوى له في غضون شهرين، في غمرة أزمة الديون في منطقة اليورو ووسط استمرار المخاوف من انتشار الأزمة، بعد أن كشفت إيرلندا عن خطتها التقشفية، وإمكانية تعرض دول مثل البرتغال وإسبانيا لأزمة جديدة مماثلة لتلك التي عرفتها اليونان. واستقر الأورو عند 32,1 دولارا، وهو تقريبا أدنى مستوياته في شهرين، ما يعني أنه فقد أكثر من 3 سنتات خلال أسبوع واحد، بعد أن عرف ارتفاعا مستمرا خلال الشهرين الماضيين. كما استقرت العملة الأوروبية الموحدة أمام الين عند 32,111 و33,110 ين، وهو مستوى لم تبلغه منذ منتصف سبتمبر الماضي. ودخلت الحكومة الإيرلندية مباحثات للحصول على دعم مالي من الاتحاد الأوروبي وصندوق النقد الدولي بقيمة إجمالية قد تصل إلى 85 مليار أورو، مما يزيد من إضعاف العملة الأوروبية. وغالبا ما يؤثر تراجع الأورو إيجابيا على الدول الشريكة مثل الجزائر، التي تتعامل تجاريا بنسبة 65 بالمائة مع المنطقة الأوروبية، وتستورد أساسا بالأورو، وبالتالي تستفيد من هذا الجانب، فيما يساهم تراجع الأورو مقابل الدولار في تدني أسعار النفط وإن ظلت الفوارق حاليا متواضعة، حيث تأثر سعر النفط مباشرة مع ارتفاع الأورو في الأسواق الدولية.