كشف تقرير بحث ميداني لمركز أبحاث ''غالوب'' أنّ مواقف المجتمعات ذات الأغلبية المسلمة تجاه سياسات الولاياتالمتحدة اليوم تشبه ما كانت عليه عام 2008، وذلك رغم التّحسُّن الأولي في الرأي العام في الشرق الأوسط نحو هذه السياسة خلال عام .2009 وقال التقرير الأول الصادر عن مركز ''غالوب ''أبوظبي''، وهو مركز أبحاث يتبع مؤسسة غالوب الأمريكية ويتّخذ من أبوظبي مقرًا له: ''سياسات قادة الولاياتالمتحدة اليوم تشبه ما كانت عليه في عام 2008 بعد التّحسّن الأوّلي في الرأي العام في الشرق الأوسط خلال عام .''2009 واستندت هذه الدراسة إلى أكثر من 100 ألف مقابلة أجريت في 55 دولة بين عامي 2008 و.2010 وقال التقرير، الذي أوردته وكالة الأنباء الكويتية أن ''أغلب سكان جميع المناطق الّتي شملتها الدراسة يعتقدون أنّ المجتمعات المسلمة والغربية يمكنها تجنّب الصراع، وذلك على الرغم من تراجع المكاسب الأولية في مشاعر الرضا لدى الرأي العام''. وأضاف ''لقد عبر عن هذا الرأي نحو 69 بالمائة ممّن استطلعت آراؤهم في أوروبا، و61 بالمائة في آسيا، ونحو 55 بالمائة في كلّ من الشرق الأوسط والولاياتالمتحدة وكندا''. وأردف التقرير: ''على الرغم من أنّ إلقاء اللوم على الدِّين كسبب للتّوتّر ارتبط بحالة من التّشاؤم، فإنّ الممارسة الدينية الشّخصية ارتبطت بشكل إيجابي مع الرّغبة المتنامية بالانخراط والمشاركة مع الآخر في المجتمعات ذات الأغلبية المسلمة''. ووجد الباحثون أنّ 72 بالمائة ممّن هُم على استعداد للحوار والمشاركة مع الآخر في مناطق الشرق الأوسط وآسيا وجنوب الصحراء الإفريقية يمارسون الشّعائر الدينية أسبوعيًا، بالمقارنة مع 60 بالمائة ممّن يمارسون تلك الشّعائر بين أولئك الّذين أبدوا عدم استعدادهم للحوار مع الآخر. وأوضح التقرير، وفقًا لذات المصدر، أنّ الاستعداد للمشاركة بين المجتمعات المسلمة والغربية ارتبط بمستوى موافقة القيادة السياسية في كلّ دولة، ممّا يوحي بأنّ رضا الأفراد عن موقف دولهم يجعلهم أكثر انفتاحًا على التعامل مع الآخر. وانتهى التقرير إلى أنّ مظاهر احترام الغرب للمسلمين ذات أبعاد سياسية ودينية على حد سواء، حيث قال أكثر من 70 بالمائة ممّن استطلعت آراؤهم في المجتمعات ذات الأغلبية المسلمة: ''الامتناع عن تدنيس القرآن الكريم والرموز الإسلامية الأخرى سيكون مفيدًا في إظهار الاحترام''. تجدر الإشارة أنّ مركز غالوب الأمريكي كشف في مارس الماضي أنّ 36% من مواطني الولاياتالمتحدة لا يعرفون شيئًا عن الإسلام، وأنّ 43% منهم يتحيّزون ضدّه. بينما أشار تقرير آخر في نوفمبر 2009 أنّ 63% منهم معرفتهم بالإسلام قليلة جدًّا أو منعدمة، وأنّ 43% منهم يعترفون بالتّحيّز ضدّ المسلمين.