الانتهاكات ضد الصحراويين وتعسف الجنرالات يشتت جيش المخزن فرّت سيارة عسكرية رباعية الدفع، وعلى متنها عدد غير محدد من الجنود المغاربة يقودهم ضابط، من التراب المغربي إلى جبهة البوليزاريو على الأراضي الصحراوية المحررة. والتحق هؤلاء الجنود مدججين بأسلحتهم وعتادهم كاشفين عن حقائق وأسرار بعض المؤامرات المغربية. نقلت مصادر''الخبر'' بالأراضي الصحراوية المحررة على لسان الجنود الفارين من المعسكرات المغربية الحدودية، رغبة عشرات الآخرين من الجنود المغاربة الذين ينتظرون أول فرصة لمغادرة مواقعهم أو الانضمام لعناصر جبهة البوليزاريو في حالة نشوب مواجهات مسلحة. ونقلت مصادرنا تصريح أحد الفارين الذين يوجدون منذ أربعة أيام على تراب الأراضي الصحراوية المحررة والذي استنكر بشدة ما تعرض إليه إخوانهم من اعتداءات مغربية وحشية، وما وقعت عليه عيناه من قمع ومشاهد مؤلمة عايشها رفقة الكثير من رفاقه في الجيش، دفعتهم لاتخاذ هذا الموقف، معبرين عن استعداد آخرين من ضباط في معسكرات المغرب على الحدود المتاخمة للأراضي الصحراوية المحررة. ونقلت مصادرنا أن السيارة العسكرية الرباعية الدفع التي فر على متنها جنود المخزن عابرين منطقة آسا للالتحاق بالأراضي الصحراوية، لم يتبين عددهم في ظل تكتم الجهات الرسمية عن تقديم أدنى تفاصيل، غير أن معلومات تحصّلت عليها ''الخبر'' تؤكد بأن عدد هؤلاء لا يقل عن أربعة جنود وضابط. وقد فروا من المعسكرات المغربية بلباسهم العسكري، حاملين الأسلحة والذخيرة والعتاد الذي كان بحوزتهم. وحسب شهاداتهم، فإنه لا يستبعد أن يلتحق عدد آخر من جنود الاحتلال المغربي بجبهة البوليزاريو على الأراضي الصحراوية المحررة، سيما لاعتبارات عديدة لمسها المغاربة بعد الإدانة الأوروبية لمجازره في الأراضي الصحراوية. الأمر الذي رفع التردد المخيم على عدد من المغاربة الرافضين لما يقوم به النظام في حق الصحراويين. كما كان للعلاقات العائلية وصلة القرابة التي تربط ما بين أبناء قبائل المنطقة هناك، دورها في رفض عدد من ضباط وجنود المخزن لما يحدث، مثلما أكده الجنود الفارون، ويضاف إلى ذلك التذمر الكبير في أوساط 250 ألف جندي مغربي حيال تصرفات الجنرالات الذين ينفردون بالامتيازات على حساب صغار الرتب من الضباط والجنود الذين حولوهم بفعل ذلك إلى عبيد. وهي وكلها حقائق أكدها الجنود الفارون الذين يتوقعون التحاق جحافل من زملائهم خلال الأيام المقبلة متى سمحت الظروف بذلك. كما أكدوا أيضا أن هناك من زملائهم من يتعذر عليه الفرار، لكنهم موالون للبوليزاريو انطلاقا من معسكرات المخزن المتواجدة على طول الحدود. وتأتي هذه المستجدات بعد محاولات مغربية فاشلة لتجنيد بعض بطالي قبائل الرقيبات ممن لهم امتداد وقرابة مع نفس القبائل في المملكة، وتحديدا قبيلتي الرقيبات التي افتعل احد عملاء المخزن شجارا مع احد عناصر جبهة البوليزاريو في طابور محطة البنزين لتتطور إلى مواجهات سرعان ما انفضح الأمر على أنه مؤامرة مغربية، وحاول بعض عملائها الذين فروا إلى الأراضي المغربية حينها في عملية كانت مدبرة بدقة وانفضح عملاء المخزن المندسون بعد الحادثة. الأمر الذي أسقط الأقنعة عن عدد ممن استغلت ظروفهم الاجتماعية لتجنيدهم في العيون مقابل سكن وزوجة وتلقي تدريبات لمواجهة عناصر الجبهة من إخوانهم.