شرع المخرج محمد حازورلي في تصوير المشاهد الأولى من الفيلم الوثائقي عن الأمير عبد القادر، بعدد من المواقع الأثرية والتاريخية التي عاش فيها الأمير بولاية معسكر، في انتظار التصوير بمواقع بمدن أخرى كتلمسان وسبدو ووهران ومليانة ومنطقة واد التافنة بولاية عين تموشنت. الفيلم الوثائقي، الذي تنتجه وزارة الثقافة ضمن برنامج تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية وتنفذه مؤسسة العكرمي الخاصة اعتمادا على السيناريو الذي أعدته الكاتبة محجوبة سلطاني، يتناول جوانب من حياة الأمير عبد القادر، التي تم إغفالها من قبل المؤرخين، خاصة الجوانب الإنسانية والبطولية والأدبية، مع إبراز أقوى لشخصية الأمير سيدي محي، والد الأمير عبد القادر، التي لم تنل حظها من الإبراز فيما سبق من الأعمال الأدبية والتاريخية، رغم دوره الكبير في عمل الأمير وسيرته. ويعتمد المخرج محمد حازورلي ومساعده كتيتة محمد، من مدينة وهران، على حوالي 20 ممثلا، أغلبهم تابعون للمسرح الجهوي بمعسكر، لإعادة تمثيل بعض الوقائع والأحداث، ممثلين لشخصية الأمير ووالده ورؤساء القبائل الذين بايعوا مؤسس الدولة الجزائرية الحديثة على محاربة فرنسا. ويركز الفيلم على الجانب الخيالي وإعادة تمثيل الوقائع أكثر من اعتماده على رواية الأحداث، مع عدم اعتماده على الحوارات بشكل كامل، وذلك باقتراح من المخرج نفسه. الفيلم، الذي سيكون جاهزا خلال الأشهر الأولى من السنة المقبلة، واجهت تصوير مشاهده الأولى مشاكل مناخية، بسبب استمرار سقوط الأمطار وعدم تمكن الفرقة التقنية القادمة من وهران من تصوير مشاهد كثيرة، خاصة وأن 95 بالمائة منها تعتمد على التصوير الخارجي. ومع ذلك، يأمل المخرج تدارك الأمر خلال الشهر الجاري، باستغلال الفترات المشمسة من الأيام المقبلة. وأكد محمد حازورلي ل''الخبر'' أنه بعد أن شرع في العمل للفيلم الوثائقي وبعد غوصه في تاريخ هذه الشخصية الفذة والإطلاع على وثائق ولقاء مجموعة من المؤرخين، بدأ التفكير في إنجاز مسلسل عن الأمير عبد القادر، لا يتناول بالضرورة كل سيرة حياته، بل يركز على حقب منها أو وقائع كالمبايعة مثلا، أو مواقفه الإنسانية. وإن كان إنتاج مثل هذا العمل يحتاج إلى تكاليف مادية كبيرة، ينبغي توفر إرادة سياسية على مستوى السلطات لتوفيرها، علما أن المال لا يمثل مشكلة للجزائر، حاليا. كما ينبغي إقامة صناعة سينماتوغرافية، كمدينة إعلامية مثلا وصناعة ملابس تاريخية وديكور لمختلف الحقب، لتصوير الأفلام بها.