تكشف وثائق سرية جديدة منسوبة لدبلوماسيين أمريكيين في مالي، عدم ثقة واشنطن في العادة بوسطاء ماليين ينتسبون لقبائل من توارف الشمال، أثناء مفاوضات لإطلاق سراح محتجزين لدى ''القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي''، وشككت الوثائق في أن كثيرا من الوسطاء ''عملاء مزدوجون يحظون أحيانا بحماية مسؤولين ماليين''. نشرت صحيفة ''لوموند'' الفرنسية، أمس، عدة وثائق تتصل بنظرة الأمريكيين للوضع في الساحل الإفريقي، وذلك من خلال تماس مباشر لدبلوماسيين أمريكيين في مالي، مع أصحاب قرار، ووسطاء من القبائل، وحتى جهات ليبية تقول السفارة إنها عرضت يوما الوساطة أثناء فترة احتجاز زوج نمساوي أفرج عنهما قبل عامين. وتشير الوثائق الجديدة إلى ''سخط جزائري'' عبّر عنه سفير الجزائر في باماكو بداية 2009، أمام نظيره الأمريكي، ونقلت وثيقة عن السفير الجزائري ''تنديده أمام دبلوماسي أمريكي بحالة التسيّب في مالي إزاء ظاهرة الإرهاب ولِمَ لا القول حالة التورّط''، ويقصد وجود إمكانية لتورّط مسؤوليين ماليين أو استفادتهم من استمرار عمليات خطف غربيين. وتنقل الوثيقة أن السفير الجزائري قال في نفس اللقاء: ''أحيانا كثيرة يكون عناصر القاعدة في الشمال على علم مسبق بالعمليات العسكرية التي يستعد جيش مالي للقيام بها ضدهم''. وتنطلق الوثائق الدبلوماسية الأمريكية من وصف الصعوبة في الجهة التي يمكن الوثوق بها في مالي، وتشرح وثيقة دبلوماسية لسفارة واشنطن في باماكو مؤرخة في 22 فيفري 2008 تحت مسمى: ''وسطاء حقيقيون وعملاء مزدوجون، وسطاء وهميون ومستغلون حقيقيون للوضع''، وتصف ذات الوثيقة مهام الدبلوماسيين في المنطقة ببالغ التعقيد سيما في فترة خطف النمساويين فولفغانغ إبنر وأندريا كلويبر، اللذين خطفا في جنوبتونس ونقلا إلى شمال مالي ثم أطلق سراحهما بعد 252 يوم. وجاءت ''الشكوك'' الأمريكية في قدرة باماكو بالقيام بدورها في محاربة الإرهاب، إثر تسجيل: ''تحويلات غير مفهومة لوجهة مساعدات غذائية بالأساس للجيش المالي''، وتابعت وثيقة أمريكية: ''أصبحنا نعتقد أن الرئيس المالي غير قادر على السيطرة على الوضع''، وتذكر أن ''طائرة عسكرية أمريكية حطت اضطراريا في مطار بمالي وكانت تنقل جنودا جرحى (لم تذكر أين جرحوا) ولم يسمح لها بالإقلاع مدة ثلاث ساعات، لأن عاملين في المطار طلبوا أن ندفع أموالا''، وتضيف: ''ولما أخبرنا الرئيس المالي رد علينا قائلا: ''(يا إلهي) ووعد بأن ينظر في الأمر مع وزير النقل''. وتشير إحدى الوثائق إلى حجم الخلاف الجزائري الفرنسي، حول طبيعة الحلول المقترحة لمحاربة الإرهاب في الساحل الإفريقي، وتشير إلى ''شكوى'' فرنسية ما أسمته ''عدم تحرك الجزائر'' في عملية تحرير رهينة فرنسي لدى التنظيم الإرهابي (بيار كامات)، وتنقل ذلك على لسان ستيفان كومبرتز، مدير قسم إفريقيا في الخارجية الفرنسية، كما تنقل الوثيقة تحريضا فرنسيا ضد مالي في فيفري 2010 على لسان السفير الفرنسي في باماكو ميشال ريفايروند: ''لو لم يتحرك الماليون بجدية، يجب على داعمي صندوق الإعانات قطع المساعدات عنها فورا''. الجزائر تسمح لطائرات الاستطلاع الأمريكية بإجراء طلعات في الساحل وافقت الحكومة الجزائرية، حسب وثائق نشرها موقع ''ويكيليكس''، عن السفارة الأمريكيةبالجزائر، لطائرات الجيش الأمريكي للقيام بطلعات استطلاعية ضد معاقل القاعدة في الساحل، انطلاقا من القاعدة الجوية ''روتا'' في جنوبإسبانيا. وجاء في ذات الوثيقة التي نشرتها، أمس جريدة ''لوموند''، أن قرار الجزائر بالسماح للطيران الأمريكي بعبور الأجواء الجزائرية بلغ للأمريكيين في جانفي .2010 كما ذكر أن طلعات الطائرات الأمريكية المجهزة بكاميرات تصوير، ليس لها أي علاقة بالعمل العسكري الجاري على الأرض.