انتهت مصالح بلدية السانية، صبيحة أمس، من عملية هدم البناءات القصديرية الواقعة بحي شكلاوة المحاذي لمقبرة ''الماريكان''، باستعمال الجرافات التي حولت الأكواخ المصنوعة بصفائح الزنك إلى ركام، وسط صراخ أفراد العائلات ال37 المعنية وتحت أنظار قوات مكافحة الشغب التابعة للدرك الوطني. وتندرج العملية ضمن حملة القضاء على 30 حيا قصديريا على مستوى ولاية وهران. جرت عملية هدم الأكواخ القصديرية المشيدة بحي شكلاوة المطل على السبخة وسط أجواء مشحونة، خاصة أثناء تدخل الجرافات، لكن دون تسجيل مشادات أو أحداث عنف. وبعد استكمال العملية، اضطر رئيس دائرة السانية ورئيس المجلس الشعبي البلدي للتفاوض مع العائلات وإقناعهم بضرورة إخلاء المكان والعودة للأماكن التي قدموا منها قبل تشييدهم للأكواخ. وأكد رئيس الدائرة أمام احتجاجات العائلات أن الاستفادة من السكن الاجتماعي ستكون من نصيب العائلات المحصاة قبل سنة 2007 وإقصاء كل الذين قدموا إلى عين المكان بعد هذا التاريخ. وهو ما سبق أن صرح به مسؤول ديوان الترقية والتسيير العقاري بوهران بخصوص إسكان العائلات المحصاة في قوائم .2007 وطلب من العائلات الراغبة في نقل أثاثها المنزلي استعمال شاحنات البلدية لنقل أغراضهم إلى أي مكان يريدون. ورفض السماح للعائلات بالبقاء في عين المكان، ومهددا إياهم بنقل أثاثهم نحو حظيرة بلدية السانية. في نفس الإطار، أشار مسؤول على مستوى البلدية إلى أن العائلات تلقت عدة إعذارات لإخلاء الموقع منذ خمسة عشر يوما. كما ذكر أن بلدية السانية سبق لها القضاء على هذا الحي القصديري منذ أربع سنوات وترحيل العائلات لسكنات اجتماعية على مستوى حي الرائد الشريف يحيى بالسانية. لكن عائلات أخرى سكنت الموقع مجددا وشيدت بناءات قصديرية، لتبقى السلطات العمومية تدور في حلقة مفرغة. في هذا السياق، تشير معطيات ميدانية إلى وجود عشرات الأحياء القصديرية على مستوى دائرة السانية لوحدها، متواجدة بكل من مدينة السانية وعين البيضاء وسيد الشحمي والكرمة، من الصعب القضاء عليها رغم وجود قرارات الهدم. كما أن صدور القوانين الجديدة المتعلقة بالمطابقة العمرانية كان سببا في انتشار بناءات فوضوية مشيدة بالملايير على أراض تابعة للدولة من طرف أشخاص يتمتعون بالنفوذ على مستوى الإدارة على أمل الاستفادة من إجراءات التسوية.