5 آلاف دينار فائدة عن كل رأس والخرفان في الصدارة ارتفعت أسعار الماشية عقب عيد الأضحى عبر أسواق بلديات ولاية الجلفة. وهو أمر لم يكن معهودا في السنوات الماضية، باعتبار أن الطلب يقل بعد العيد وتنزل أسعار الماشية، بل وتزداد نزولا عندما ترتفع أسعار الأعلاف كما هو حاصل هذه الأيام، لكن العكس هو الحاصل بأسواق الماشية. فما هو السبب؟ حملنا هذا السؤال لعشرات الموالين وخاصة من المترددين على أسواق الأغنام بكل من عاصمة الولاية ومسعد وعين وسارة وحاسي بحبح والإدريسية وعين الإبل، والجميع مندهش لما يحدث، خاصة أنهم يعيشون وضعية صعبة مع الأعلاف، حيث تجاوز سعر القنطار من الشعير 3000 دينار، وهذا في ظل الجفاف الذي تعرفه المنطقة خلال الأشهر الأخيرة، وهو ما يجعل الموال يسارع في بيع الفائض لديه لشراء الأعلاف ولا يتمسك بتربية الأغنام. وحتى مناسبة العيد قد انتهت ومرت ولم يعد ذلك الإقبال من طرف المئات من الزبائن، ما يجعل الموال في وضعية مريحة ويتفنن في الأسعار. ولم نجد في البداية أجوبة شافية ممن تحدثنا معهم، لأن البعض أرجع السبب إلى وصول أفواج الحجيج وإقامة الولائم، ولم نقتنع بهذا التفسير، باعتبار أن عدد الحجاج بالولاية وما جاورها من ولايات أخرى محدود ولا يستدعي هذا الغلاء، وكل الأسباب تدعو إلى تراجع أثمان الماشية وليس العكس. ولكن حين وصلنا سوق عاصمة الولاية ذات صباح باكر، وجدنا شاحنات من أنواع مختلفة لكنها تحمل أرقام الولاياتالشرقية، على رأسها تبسة وعنابة وسوق أهراس، تصل السوق، ويقصد أصحابها الموال أو المربي بمجرد وصوله إلى السوق في الساعات الأولى من الصباح، وحتى قبل أن يقوم بإنزال رؤوس الماشية من شاحنته لعرضها في ساحة السوق، فيشرعون في مساومته، بل يصل الأمر إلى جعل الموال يحدد السعر الذي يرتضيه، ويختارون الخرفان على وجه التحديد كمطلب أساسي دون اهتمام بوزنها أو لحمها أكانت سمينة مكتنزة أم هزيلة نحيلة، فيشترون الخروف الذي لا يتجاوز وزنه 10 كلغ بسعر يتراوح ما بين 8 آلاف و12 ألف دينار، رغم أن مثله كان لا يصل سعره فيما مضى 6 آلاف دينار. وقادنا الفضول إلى البحث عن سبب الإقبال على الخرفان بهذا الشكل، فاقتربنا من أحدهم وكان قادما من ولاية تبسة، وتظاهرنا أمامه بأننا أحد الموالين والتجار، وسألناه عن الأعلاف التي تقدم لهذه الخرفان وكيف حال العشب عندهم بتبسة ومن يقوم برعاية ماشيتهم وتربيتها، فأجابنا ضاحكا بأن هذه الأسئلة لا تطرح معهم ولا يفكرون في تربيتها أو أعلافها، لأنها تنقل من الجلفة وما جاورها إلى تبسة ومنها إلى الحدود التونسية، ويربح في كل خروف ما قيمته 5 آلاف دينار أو أكثر، ويقبض ثمنها بالعملة التي يرتضيها، وهو لا يتعب إلا في النقل والتنقل لا أكثر، ويحاولون الشراء صباحا قبل أن يبزغ خيط النهار.