احتضنت قاعة ''الموفار'' بالعاصمة، عشية أول أمس، العرض الشرفي لمسرحية ''الزّاوش'' لمخرجها ومقتبسها كمال يعيش، والتي تقاسم فيها دور البطولة الممثلان رانيا سيروتي ومحمد أرسلان، بعد أن تم اقتباسها عن نص الكاتب المسرحي المجري فيونتش كارنتي، وإنتاجها من طرف جمعية ''قوس قزح لفنون العرض''. ارتأت مسرحية ''الزّاوش'' التي جاءت بلهجتنا العامية الممزوجة ببعض الألفاظ الفرنسية، والتي دارت مجرياتها وسط ديكور ثابت وبسيط، محاكاة لحظة عزلة عنيفة في قالب تراجيكوميدي، ينم عن الكآبة القاتلة والوحدة المضجرة التي صارت جزء لا يتجزأ من يوميات الفنان في وقتنا الحاضر. وذلك سعيا من طاقم العمل إلى كشف النقاب عن النفسية المتعبة والمعنويات المحبطة التي أضحت تنخر فنانينا، سواء هؤلاء الذين فرض عليهم التهميش والإقصاء قسريا أو طواعية. للتذكير، فإن الممثلة رانيا سيروتي تقمصت دور الضمير الصاحي لذلك الفنان (محمد أرسلان)، الذي يجتهد للتخلص من حالة الإحباط التي جعلته أسير الكآبة والاغتراب، وذلك عبر حوارية غير مباشرة، اعتمدت على الهاتف لنقل صوتها، تعانقت فيها مختلف التقاطعات والتناقضات، تارة تترجم لحظات البؤس والشقاء وتارة أخرى ترصد لحظات المتعة والأمل.