قضى أمير دولة قطر، الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، بداية الأسبوع الماضي يومين بولاية البيّض، وبالتحديد بصحراء البنود جنوبي عاصمة الولاية على بعد 240 كيلومتر. كشف مصدر من محيط والي البيض الذي كان في استقبال أمير دولة قطر، أن هذا المسؤول الخليجي كان مرفوقا باثنين من أبنائه، تركهما وراءه بصحراء المنطقة لحد الآن بعد أن غادر مخيم الصيد المنصوب بصحراء البنود، بصفة مفاجئة لم تكن السلطات المحلية على علم مسبق بها. وقد سبق نزول طائرة أمير دولة قطر بمطار مدينة البيّض، ثلاث طائرات شحن من الحجم الكبير، كانت تحمل قافلة من السيارات رباعية الدفع الخاصة بالوفد الأميري. وكذا تجهيزات ومعدات المخيم المنصوب بصحراء البنود. وكانت مصالح الأمن، مثلما شاهد مواطنو البيّض، قد أمنت الطريق من مطار البيّض إلى منطقة المخيّم في هذه الزيارة الأميرية غير المعلن عنها. وأضافت مصادر ''الخبر'' أن أمير دولة قطر سيعود مثل السنة الماضية لمواصلة هواية صيد طائر الحبار ليلتحق باثنين من ولديه يتحركان في محيط مؤمن بدرجة عالية من طرف مصالح الأمن المعنية لتوفير ظروف الصيد ''لضيف الجزائر''. وكان والي البيّض، في لقاء سابق مع الأسرة الإعلامية المحلية، قد كشف عن أنه طلب مساعدات وميزانية خاصة من السلطات المركزية لتوفير معدات خاصة كالمحولات الكهربائية وأشياء أخرى. مضيفا أنه يسعى للوصول لتوأمة بين ولاية البيض وإحدى المناطق بدولة قطر. إضافة لرؤى أخرى تجعل الفائدة متبادلة مع الأشقاء الخليجيين. وخلافا ''للإشاعات'' التي تتحدث عن أن تواجد الخليجيين بصحراء المنطقة في هذه الفترة أصبح يحرم الموالين من رحلات الرعي؛ حيث الدفء بصحراء الجهة، فإن جهة رسمية نفت نفيا قاطعا هذا الأمر. وقالت إن موالي الجهة يتحركون بحرية كبيرة في صحرائهم. وكانت فدرالية الصيادين في بيان سابق وقعه رئيسها بوشي الحاج سلمه ل''الخبر'' طلب فيه من السلطات حماية الثروة الحيوانية من الصيد المضرّ، وتابعت الفيدرالية في بيانها تقول أن ''على السلطات تخصيص مساعدة خاصة لإعادة بعث التنوع البيئي والحيواني المختل بفعل تمشيط الصيادين الخليجيين''. ويرى هؤلاء الرافضون أن اتفاق حكومة أويحيى السنة الماضية مع نظيرتها القطرية لإنجاز محمية بالجهة لطائر الحبار على غرار محمية الأبيض سيد الشيخ شمالي ولاية البيّض، على امتداد 4000 هكتار التي أنجزها الإماراتيون، لم تقدم شيئا ملموسا. ثم إن إدارة المحمية الإماراتية يديرها غربيون ومغاربة بعيدا عن حق النظر والمراقبة للجزائريين. ويضيف أصحاب هذه الرؤية أن ''محميتي الإماراتيين والقطريين'' مجرد التفاف من الحكومة على الرافضين للعبث بالثروة الوطنية، وكذا ترسيم للتمشيط الذي يعانيه طائر الحبار المتواجدة نوعيتها الوحيدة في العالم بمنطقة البيّض، بعد أن انقرضت بدول الخليج بفعل الصيد العشوائي. وهو ما تؤكده مواقع ومنتديات على الشبكة العنكبوتية.