الشُّكر من المقامات الشّريفة والمنازل الرّفيعة، قال الله تعالى: { وَاشْكُرُوا نِعْمَةَ اللهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ} النحل: 114، وقال تعالى: {... كُلُوا مِن رِزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ..{ سبأ: 15، وقال تعالى: }... اعْمَلُوا آلَ دَاوُد شُكْرًا وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُور} سبأ: 13، وقال تعالى: {... وَسَنَجْزِي الشَّاكِرِينَ} آل عمران: .145 وقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ''مَن أُعطيَ فشكر، وابْتُلِيَ فصبَر، وظُلِمَ فغفَر، وظَلَم فاستغفَر، ثمّ سكتَ عليه الصّلاة والسّلام، فقالوا: ما له يا رسول الله؟ قال: أولئك لهُم الأمِنُ وهُم مُهتدون'' رواه الطبراني، وقال عليه الصّلاة والسّلام: ''لِيتَّخِذ أحدكم لِسانًا ذَاكِرًا وقَلْبًا شاكرًا'' أخرجه الحاكم والطبراني والبزار. وأصل الشُّكر معرفة العبد بأنّ جميع ما به من النِّعَم، وما عليه منها في ظاهره وباطنه من الله تعالى، تفضُّلاً منه سبحانه وامتنانًا. ومن الشُّكر الفرح بوجود النِّعم من حيث إنّها وسيلة إلى العمل بطاعة الله ونيل القرب منه. ومن الشُّكر الإكثار من الحمد لله، والثناء عليه تعالى باللسان، والعمل بطاعة الله، وأن يستعين بنِعم الله على طاعته، وأن يضَع نِعَم الله في مواضعها الّتي يُحبُّها الله، وكذلك تعظيم النِّعمَة وإن كانت صغيرة، نظرًا إلى عظمة المُنعم بها تبارك وتعالى، قال الله تعالى: { وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللهِ لاَ تُحْصُوهَا إِنَّ اللهَ لَغَفُورٌ رَحيمٌ} النحل: .18