تمسّكي بالعمل على المدى البعيد ليس هروبا .. والميدان سيكشف إن كنت مخطئا أعلن رابح سعدان بأنه لم يمض على أي عقد مع الاتحادية اليمنية لكرة القدم، مضيفا، في حوار عبر الهاتف من اليمن خص به ''الخبر'' بأن كلام الأمين العام للاتحادية اليمنية لكرة القدم يخصه وحده، مؤكدا بأنه طلب من الشيخ العيسي مهلة أسبوع للردّ عليه. بلغنا بأنك أمضيت على عقد لمدة 36 شهرا مع الاتحاد اليمني، هل تؤكد ذلك؟ - هذا الكلام غير صحيح إطلاقا، فلم أمض على أي عقد مع الاتحادية اليمنية لكرة القدم، وفي الوقت الذي أتحدث فيه إليكم، أستعدّ رفقة زهير جلّول للعودة إلى الجزائر. لكن حميد شيباني الأمين العام للاتحادية اليمنية لكرة القدم، أعلن بأنك تعاقدت لمدة ثلاث سنوات، كيف تفسّر ذلك؟ - لا يهمّني ما قاله الأمين العام للاتحادية اليمنية، وما ذكره لمختلف وسائل الإعلام بشأني يخصّه وحده، ولست مسؤولا عنه، لأنني لم أتحدّث إليه أصلا، والشخص الوحيد الذي اجتمعت وتحدثت إليه هو صديقي الشيخ العيسي رئيس الاتحادية اليمنية لكرة القدم. برأيك، لماذا أكد شيباني بأنك أمضيت على عقد مع الاتحادية اليمنية؟ - لا أدري دواعي ترويجه لمعلومات لا أساس لها من الصحة، وعليه تحمّل مسؤولياته، فقد سبق وأن تحدث إليكم (يقصد ''الخبر'') قبل تنقلي إلى اليمن بأنكم ستكونون أول من يعلم بالجديد حول مفاوضاتي مع الاتحادية اليمنية، وبأنني سأؤكد لكم تعاقدي رسميا من عدمه. واليوم، وفيت بوعدي وأقول رسميا بأنني لم أمض بعد على أي عقد، ولو كنت قد أمضيت على أية وثيقة تربطني بالاتحادية اليمنية، لكنتم أول من يعلم بذلك. هل تحدثت مع شيباني بعد إعلانه عن خبر إمضائك على العقد لمختلف وسائل الإعلام؟ - لقد قلت لكم بأنني لم أتحدث سوى مع الشيخ العيسي، وحدث ذلك مرتين منذ قدومي إلى اليمن رفقة المدرّب زهير جلّول، ولا أرى أي داع للحديث مع شيباني أو أي شخص آخر، لأنني تلقيت دعوة من صديقي الشيخ العيسي الذي خصني، رفقة زهير جلّول باستقبال حار، وربما كان يبحث الأمين العام، من خلال تصريحاته، التقليل من حدّة الضغط، قياسا بطلب الجماهير اليمنية بتعيين مدرّب جديد، أو ربما تكون لديه نوايا أخرى ولا يهمّني ذلك. قلت بأنك ستعود إلى الجزائر، وبأنك لم تمض على أي عقد، هل يعني ذلك بأنك رفضت العرض اليمني؟ - لم أقل بأنني رفضت العرض المقدّم إليّ، إنما طلبت من الشيخ العيسي مهلة أسبوع حتى أردّ عليه، وقد وافق على ذلك، وفضّلت التريّث قبل اتخاذ أي قرار، حيث تنقّلت إلى اليمن بناء على دعوة الشيخ العيسي، ووقفت على الإمكانات المتوفرة وتحدثنا عن المنتخب والأهداف التي يريد المسؤولون تحقيقها وغير ذلك من الجوانب الفنية، وقد سمحت لي الزيارة بأخذ صورة شاملة عن الوضعية التي يعيشها المنتخب، وقررت منح نفسي الوقت الكافي للتفكير مليّا قبل اتخاذ القرار النهائي. الأكيد أنك أخذت فكرة واضحة، ما هي القناعة التي خلصت إليها؟ - لا يمكنني الإجابة إلا بعد أسبوع، فقد قلت بأنني سأفكّر قبل الإعلان عن قراري. تحدثت مختلف وسائل الإعلام في اليمن على أنك وافقت على تحديد بلوغ المونديال كهدف للمنتخب اليمني، هل هذا صحيح؟ - لست مجنونا حتى أوافق على مثل هذه الأهداف، لأنني مدرّب يحترم نفسه، ولا أعد بتحقيق أهداف تبدو صعبة المنال، يجب أن نكون واقعيين، لأن الأمر يتعلق بمنتخب يبحث عن نفسه، خاصة وأن المنتخب اليمني فشل في التألق خلال كأس الخليج الأخيرة التي جرت بأرضه، ولا أكتم عليكم أنني اقترحت على الشيخ العيسي مشروعا آخر، غير البحث عن النتائج الفورية. ما هو المشروع المقترح؟ - على ضوء ما وقفت عليه، ومعرفتي بالمنتخب اليمني الذي سبق وأن أشرفت على عارضته الفنية، اقترحت على الشيخ العيسي تسطير برنامج عمل على المدى البعيد، من خلال تكوين أجيال جديدة من اللاّعبين، والتفكير في بناء منتخبات يمنية قوية، حتى يمكن أن نضمن -مستقبلا- جيلا قويا من اللاّعبين الذين سيمثّلون المنتخب الأول، وأعلم بأن هناك بعض الأطراف في اليمن تبحث عن النتائج الفورية ولا تفكّر سوى في المنتخب الأول، وهو ربما ما يفسّر مسارعة الأمين العام إلى الإعلان عن تعاقدي مع الاتحادية. هذا المشروع يذكّرنا بما كنت تنوي تجسيده مع المنتخب الجزائري؟ - لا أريد التعليق عن هذا الموضوع، رغم أن ما تقوله صحيحا، لأنني مدرّب يحترم نفسه ويعرف جيدا مهنة التدريب، وحين أقول بأن عملا ينتظرنا، فذلك لا يعني إطلاقا هروبا أو تنصلا من المسؤولية، إنما هي الحقيقة، والميدان سيحدّد من كان على حق ومن كان مخطئا، وسيكشف أيضا إن كان التفكير على المدى البعيد، بالمعطيات المتاحة للمنتخب الجزائري، صوابا أم خطأ.