الحبّ في الله من أشرف المقامات وأرفعها، قال الله تعالى: {والّذين آمنوا أشدُّ حبًّا لله...}، البقرة .165 وقال تعالى: {.. فسوف يأتي الله بقوم يحبّهم ويحبّونه...}، المائدة .54 وقال عليه الصّلاة والسّلام: ''ثلاثة مَن كُنّ فيه وجد حلاوة الإيمان: أن يكون اللهَ ورسولَه أحَبُّ إليه ممّا سواهما...''، الحديث متفق عليه. وقال عليه الصّلاة والسّلام: ''أحِبُّوا الله لما يغذوكم (الجُرْح يغذو إذا دام سيلانه) به من نِعمه، وأحبّوني بحُبّ الله''، أخرجه الترمذي والحاكم. ومعنى الحُبّ لله تعالى: ميل وتعلّق وتألُّه، يجده العبد في قلبه إلى ذلك الجانب الأقدس الرّفيع، مصحوبا بنهاية التّقديس والتّنزيه، وغاية التّعظيم والهيبة لله تعالى، لا يخالطه شيء من خواطر التّشبيه، ولا يمازجه شيء من أوهام التّكييف، تعالى الله عن ذلك عُلوًّا كبيرًا. إنّ مَن صدق في محبّة الله تعالى دعاه ذلك إيثار الله على ما سواه، وغلى التّشمير لسلوك سبيل قُربِه ورِضاه، وإلى الجِدّ في طاعته، وبذل الاستطاعة في خدمته، وترك ما يشغل عن ذِكره، وحسن معاملته من كلّ شيء. الإمام عبد الله بن علوي الحدّاد الحسني