وجهت المديرية العامة للأمن الوطني تعليمات لواحدات الأمن الجمهوري بالعاصمة وفي الولايات التي شهدت موجة من الاحتجاجات، قبل أسبوع، للتخلي عن حالة التأهب القصوى ''رقم صص10 والعودة إلى درجة رقم 20 العادية بعد التوقف النهائي لأعمال الشغب والتخريب في كامل ولايات الوطن. عادت قوات مكافحة الشغب لوحدات الأمن الجمهوري إلى ثكناتها بعد مواجهات عنيفة شهدتها عدة مدن خلفت قتلى وجرحى. وأفادت مصادر أمنية ل''الخبر'' أن التخفيف من حالة التأهب الأمني جاء بعد تسجيل عودة الهدوء في كامل المناطق التي وصفت بالساخنة خصوصا في تيبازة والمسيلة، حيث عرفت هاتان الولايتان سقوط قتلى في أوساط المتظاهرين. كما لوحظ في العاصمة اختفاء العربات المدرعة وقوات مكافحة الشغب في أهم الشوارع الرئيسية في الأحياء الشعبية مثل باب الوادي أين فضلت قوات مكافحة الشغب التواري عن الأنظار والتموقع في الواجهة البحرية المحاذية لحصن 32 حتى تكون جاهزة في حالة تجدد أعمال العنف في هذا الحي الشعبي الذي شهد أعنف المواجهات، خصوصا في حي تريولي، وأسفرت عن تخريب ممتلكات عمومية وخاصة قدرت خسائرها بالملايير. وتحسبا لتنظيم مسيرات اليوم عقب صلاة الجمعة والتخوف من خروجها عن إطارها السلمي، جندت مصالح الشرطة عناصر من الأمن بالزي المدني لمراقبة المساجد التي ترغب في تنظيم تجمعات أو مسيرات، وذلك لتفادي تكرار سيناريو الجمعة الماضي أين كان المحتجون يحضرون لتنظيم مسيرة شعبية، من حي بلكور باتجاه ساحة أول ماي وسط العاصمة، وقد تمكنت قوات مكافحة الشغب بالعاصمة من تفريق المتظاهرين والمحتجين مباشرة بعد صلاة الجمعة وشكلت لهم حاجزا لمنعهم وجعلهم يتراجعون إلى الوراء. نشير في الأخير إلى أن وزارة الداخلية والجماعات المحلية لا تزال تمنع تنظيم المسيرات والتجمعات بولاية الجزائر بعد المسيرة التي دعت إليها حركة العروش بالعاصمة في 14 جوان 2010 وخلفت قتلي وجرحى وخسائر في الممتلكات.