سيتنقل، قريبا، 40 إماما من الجزائر إلى جامعة الأزهر بالقاهرة، بغرض الاستفادة من تكوين إضافي في إطار اتفاق تعاون بين وزارة الشؤون الدينية والأوقاف، ونظيرتها المصرية. وقال مسؤول بالوزارة ل''الخبر'' إن التكوين سيكون في شكل منحة دراسية تعطى في إطار التعاون القائم بين الجزائر ومصر في مجال الشؤون الدينية والأوقاف. ويتضمن اتفاق التعاون بين البلدين، بالإضافة إلى تبادل الخبرات والأئمة، مواصلة التعاون من خلال المشاركة في المسابقات والملتقيات بين البلدين، حسب المصدر. كما يولي الاتفاق الاهتمام بتحفيظ القرآن الكريم وتدريسه من خلال نشر مراكز التحفيظ والمحفظين بالزوايا، بالإضافة إلى التركيز على تأهيل الأئمة من أجل التصدي للأفكار الدخيلة كخطوة عملية لمعالجة قضايا العصر. وتعتبر الجزائر، حسب المصدر ذاته، هذا الشكل من التعاون، بأنه سيفتح آفاقا للتعاون في تكوين الأئمة وتحفيظ القرآن الكريم وتبادل الخبرات والتصدي لكل الأفكار الدخيلة على المجتمع الجزائري. وحسب المصدر نفسه، فإن المسجد سيكون حصنا يتصدى للزحف الفكري الذي يريد أن يشوّه المجتمع والقيم الإسلامية والحضارية. وكان التعاون بين البلدين قد عرف توقفا بعد توتر العلاقة بينهما في 2009 بسبب مباراة في كرة القدم، حيث توقفت الاتصالات بين وزارة الشؤون الدينية وجامع الأزهر، وترجم ذلك عدم الرد على تطبيق بنود الاتفاقية المبرمة بينه وبين وزارة الشؤون الدينية القاضية بتكوين وإرسال دفعات سنوية للتكوين والتخرج، منذ شهر نوفمبر الماضي، مع العلم أن المكوّنين هم بدرجة ماجستير ودكتوراه، حيث حُدد عدد الدفعة الأولى ب53 إماما وطالبا منهم 10 أساتذة بدرجة دكتوراه، والبقية بدرجة ماجستير، يتكوّنون ويتمدرسون على أيدي مشايخ الأزهر من أجل الاستعانة بهم في الجزائر، حيث كان من المنتظر أن يرد جامع الأزهر بمنح الترخيص شهر نوفمبر الماضي، وهو التاريخ الذي تزامن مع مباراة كرة القدم التي جمعت الفريق الوطني بنظيره المصري في إطار التأهل لكأس العالم. وجاءت الاتفاقية التي وقعها مسؤولون من وزارة الشؤون الدينية إلى جانب شيخ جامع الأزهر الشريف، من أجل رفع مستوى إطارات المساجد في إطار إستراتيجية الارتقاء بأداء الإمام حتى يستطيع تأدية مهامه في المساجد، بأطر علمية عالية، حيث تم الاتفاق مع جامع الأزهر لتكوين، بصفة مبدئية، 53 إماما أستاذا يخضعون للتكوين المكثف، حيث تم اتخاذ كل التدابير والإجراءات اللازمة ومنها معادلة الشهادة، ولم يبق غير الترخيص، وهو ما تم مؤخرا. من جهة ثانية، منحت حكومة سلطنة عمان، 20 منحة دراسية في الدراسات العليا، لطلبة جزائريين من ولاية غرداية، من أجل استكمال مشوارهم الدراسي في الجامعة الإسلامية في العاصمة الماليزية كوالالمبور، حسب ما كشفت عنه مصادر جامعية جزائرية.