هبت العائلات الجزائرية في أرياف الشريط الحدودي بولاية الطارف إلى نجدة نظيراتها في الضفة التونسية المقابلة، في حملة تضامنية لتزويدها بالمؤونة الغذائية، استجابة لاستغاثة العائلات التونسية عقب ندرة المواد لغذائية، جراء الثورة الشعبية التونسية. وأبدت عشرات العائلات من سكان أرياف الشريط الحدودي بولاية الطارف، استعدادها للتضامن مع نظرائهم من العائلات في الضفة التونسية المقابلة على أساس الروابط الاجتماعية من مصاهرات وعلاقات عائلية بين سكان الضفتين. وحسب أعيان وشيوخ عروش الأرياف الحدودية، فإنهم شرعوا أول أمس بعد صلاة الجمعة، في تحركاتهم قصد إيجاد طريقة نظامية مؤطرة مع المنتخبين المحليين والهلال الأحمر الجزائري لجمع التبرعات من المواد الغذائية الأساسية، وتحديد نقاط حدودية معينة تحت مراقبة حراس الحدود لتمرير هذه المعونات إلى عائلات أرياف الضفة الحدودية التونسية، خاصة وأن الكثير من الأرياف الجزائرية والتونسية متقابلة على مسافات قصيرة وتربطها مسالك صالحة للتنقل. وفي اتصال ببعض رؤساء البلديات، أكدوا تلقيهم مقترحات لمبادرة تضامنية تحركها العلاقات العائلية والروابط الاجتماعية بين سكان الضفتين، وهي التي تتطلب موافقة السلطات الرسمية ومشاركة السلطات التونسية المعنية، زيادة على ضرورة تنظيمها تنظيما محكما حتى لا تنحرف إلى عمليات تهريب. وحسب مصادرنا من سكان الشريط الحدودي، فإن بعض العائلات لم تنتظر هذا التحرك، وقامت بطريقتها الفردية الخاصة بدعم عائلاتها التونسية المقربة بالمواد الغذائية من دقيق وسكر وقهوة وزيت. وتوازيا مع ذلك كشف مصادرنا من المنطقة الحدودية بأن مصالح حرس الحدود من كلا البلدين أخذت نقاط متقدمة على المواقع المرتفعة لمراقبة التحركات المشبوهة للعناصر التي قد تحاول الفرار من التراب التونسي عبر الحدود البرية الجزائرية، وعلى مستوى مركزي العبور الحدودي أم الطبول والعيون فقد شهدت تعزيزات أمنية مكثفة عملا بالتعليمات الأخيرة المدير العام للأمن الوطني المركز الحدودي الطالب العربي بالوادي ثلاثة جزائريين فقط يدخلون تونس يوميا تقلصت حركة دخول الجزائريين إلى تونس إلى حد كبير عبر المعبر الحدودي الطالب العربي بولاية الوادي، بسبب الأحداث التي تعرفها تونس، حيث لا يتعدى معدل الجزائريين المتوجهين إلى تونس 3 أشخاص يوميا، حسب مصادر مؤكدة. وأفادت المصادر بأن الحدود مفتوحة بين البلدين رغم شدة الأحداث في المناطق الحدودية الداخلية التونسية، حيث مازال بعض الجزائريين يقصدون العيادات الطبية التونسية للعلاج من أمراض مستعصية، بينما تقلص بصفة آلية عدد الجزائريين الذاهبين إلى تونس بسبب الأحداث. وحسب ذات المصادر لم يسجل المركز الحدودي الطالب العربي أي توافد للتونسيين اللاجئين إلى التراب الجزائري بفعل ضغط الأحداث الجارية في بلدهم رغم الاستعدادات الجارية لاستقبالهم بالمركز الحدودي في حالة ما إذا أرادوا الدخول. كما لم تسجل حسب مصادر أمنية خلال هذه الفترة وقائع لتهريب المواد الغذائية أو البنزين من الوادي إلى تونس. من جهة أخرى أكدت عائلات تونسية من مدينة دوزالتونسية ل''الخبر'' بأن الأمن مستتب في هذه المدينة بفضل توجد قوات الجيش ومجموعات من المواطنين تكاتفت لمواجهة عصابات النهب والتخريب، كما أكدت توفر المواد الغذائية بشكل عادي. الوادي: خليفة قعيد