أفاد مصدر عليم بأن عمليات تعويض الشركات والمؤسسات المتضررة من الاحتجاجات الشعبية الأخيرة التي عرفتها العديد من المدن في بداية السنة لم تتم بعد، وأن الفرق المتخصصة تواصل معاينة عدد من المقرات التابعة لهذه المؤسسات. وأوضحت نفس المصادر أن العملية ستمتد طيلة شهر جانفي قبل تجميع كافة التقارير التي تصيغها كل شركة تأمين، وتقدير الخسائر الإجمالية التي تشير إلى تقييم أولي تقدر بأكثر من 3 ملايير دينار ''300 مليار سنتيم''. ويعكف الخبراء على تقدير كافة الخسائر المسجلة على مستوى المحلات التجارية وممتلكات الشركات والمؤسسات المتضررة عمومية وخاصة، بعد أن طلبت الشركة المركزية لإعادة التأمين من شركات التأمين تفاصيل أكبر ومعطيات إضافية حول حجم الأضرار ووضعية الشركات المؤمنة. فضلا عن ذلك ستقوم شركات التأمين بالتنسيق مع مؤسسات إعادة التأمين لحصر عمليات التعويض، قبل صياغة التقرير النهائي، وتجميع المعطيات تحت إشراف اتحاد شركات التأمين وإعادة التأمين. وقد سبق لمديرية التجارة بالعاصمة أن قدمت تقديرا أوليا للخسائر والأضرار التي مست العاصمة وضواحيها بالخصوص ما بين 4 و8 جانفي وبلغت 5,941 مليون دينار، منها وحدات صناعية ووكلاء سيارات ومصنع للمشروبات الغازية ومتعاملي الهاتف النقال ووكالات بنكية. برج بوعريريج على رأس الولايات المتضررة من الاحتجاجات 175 مليار سنتيم خسائر قطاع البريد والاتصالات بلغت خسائر قطاع البريد والاتصالات خلال الأحداث الأخيرة حوالي 175 مليار سنتيم حسب مصادر موثوقة بالوزارة المعنية، منها حوالي 4 ملايير سنتيم مسروقة نقدا، ومست عمليات التخريب والحرق الهياكل والتجهيزات، وتأتي ولاية برج بوعريريج على رأس الولايات المتضررة بحوالي 16 مليار سنتيم. وأفادت مصادر موثوقة في قطاع البريد والاتصالات ل''الخبر'' بأن خسائر مجموعة اتصالات الجزائر في الأحداث الأخيرة تقدر بحوالي 85 مليار سنتيم جراء تعرض وكالات اتصالات الجزائر وموبيليس للتخريب والحرق والنهب، استولى خلالها المحتجون على تجهيزات مختلفة، ودمروا تجهيزات حديثة جدا تقدر بملايير الدينارات. كما طالت أعمال التخريب شبكة الألياف البصرية بولاية ورفلة، وكميات معتبرة من بطاقات الاستهلاك المباشر وبطاقات الأرقام (كارت بيس)، أما قطاع بريد الجزائر فتقدر قيمة الخسائر بحوالي80 مليار سنتيم، تمثل المبالغ المسروقة نقدا حوالي 4 ملايير سنتيم مصرح بها، أكبرها بولاية عين تموشنت مليار، و900 مليون سنتيم و400 مليون ببرج بوعريريج، مع الإشارة إلى أن فرقة درك رأس الوادي تمكنت من إنقاذ 5 ملايير و400 مليون سنتيم من الوكالة الرئيسية برأس الوادي، وحماية 10 ملايير بالبريد المركزي لعاصمة الولاية، وأشار بعض الأطراف إلى أن التحقيقات متواصلة في هذا الشأن، خاصة وأن الأمن أعد تقارير عن مؤسسات غير محمية، ولم يتخذ مسيروها أي إجراء وقائي رغم التحذيرات، كون أغلبها تعرض للنهب في اليوم الثاني للأحداث. وحسب ذات المصادر، تأتي ولاية برج بوعريريج على رأس الولايات المتضررة في قطاع البريد والاتصالات خاصة دائرة رأس الوادي، حيث قدرت خسائر بريد الجزائر فيها بتسع 9 ملايير سنتيم، ومجموعة اتصالات الجزائر ب5,7 ملايير سنتيم، أي حوالي 5,16 مليار سنتيم، بتعرض حوالي سبعة مقرات للبريد بالولاية للتخريب والنهب وثلاثة مراكز هامة للاتصالات الجزائر، ثم العاصمة في المرتبة الثانية. وحول الإجراءات المتخذة، يضيف مصدرنا أن الأولوية كانت لإصلاح شبكة الألياف البصرية بورفلة خلال 24 ساعة، ثم إعادة بعث بعد وكالات البريد واتصالات الجزائر المتضررة في ظروف صعبة، عن طريق ترميم جزئي لبعض المكاتب أو فتح مقرات جديدة مؤقتة بمساعدة الولاة والسلطات المحلية، مع مباشرة أشغال الترميمات في كل الهياكل، وهي العملية التي قد تستغرق أقل من شهرين في أغلب الولايات المتضررة. في انتظار ذلك تعرف الهياكل غير المتضررة في هذه الولايات ضغطا كبيرا ما يفرض التفكير في تدعيم تأطيرها وتجهيزها. برج بوعريريج: بوبكر مخلوفي