تجاوز، أمس، سعر النفط في بورصة لندن 102 دولار للبرميل، ليواصل تحقيق مستويات قياسية جديدة هذه السنة، وسط مشاورات غير علنية يقوم بها وزراء بلدان منظمة أوبك، ومخاوف بدأت تنتاب قطاع الطيران المدني. حذرت الرابطة الدولية للطيران المدني من تبعات بقاء أسعار النفط في مستويات عالية، متوقعة أن تتراجع فوائد القطاع إلى 1,9 مليار دولار بنسبة انخفاض تقدر ب 40 بالمائة مقارنة بالعام 2010، وقد كانت السنة الماضية عرفت بدورها انكماشا في نمو القطاع. واعتمدت الرابطة على متوسط سعر برنت بحر الشمال ب84 دولارا للبرميل، إلا أن استمرار ارتفاع الأسعار سيدفع الهيئة الدولية إلى إعادة النظر في توقعاتها باتجاه الأسفل، خاصة أن قيمة الوقود تمثل حوالي 27 بالمائة من تكاليف إنتاج قطاع الطيران. وفي الوقت الذي عرف سعر البترول في بورصة نيويورك استقرارا نسبيا، فإن النفط في بورصة لندن يواصل ارتفاعه المنتظم، حيث تخطى 102 دولار للبرميل. وأشار مصدر عليم ل''الخبر''، إلى أن مشاورات تمت بين عدد من وزراء الطاقة أو النفط للبلدان الأعضاء قصد تبادل المواقف والآراء، إلا أن هنالك شبه إجماع لحد الآن بعدم تنظيم أي لقاء للمنظمة، رغم الضغط الذي تمارسه الدول الغربية الكبرى، في محاولة لزيادة العرض. وتعتبر بلدان أوبك بأن المشكل لا يكمن في العرض بقدر ما هو متعلق بعوامل تقنية ظرفية، يمكن أن تساهم في مواصلة ارتفاع الأسعار إلى حدود لا يمكن بعدها تجاوزها، إلا إذا سجلت أحداث طارئة في بلدان حساسة ابتداء من ليبيا والجزائر وانتهاء بدول الخليج، وهو ما من شأنه أن يجعل الأسعار ترتفع بصورة أكبر، أو في حال اضطراب حاد في الملاحة على مستوى قناة السويس، التي تمر عبرها حوالي 3 ملايين برميل يوميا باتجاه الدول الأوروبية. في السياق نفسه، تعرف أسعار الغاز ارتفاعا محسوسا، حيث يسير الغاز على خطى النفط أيضا، فقد سجل زيادة بنسبة فاقت 8 بالمائة. وتعتبر مصر من بين الدول المصدرة للغاز بمقدار يتراوح ما بين 20 إلى 25 مليار متر مكعب كمتوسط، ولا سيما إلى الولاياتالمتحدة وإسبانيا وفرنسا وإسرائيل.