نجح العشرات من ممثلي اللجنة الوطنية للدفاع عن حقوق البطالين، في تنظيم مسيرة واعتصام احتجاجي أمام مقر وزارة العمل بشارع محمد بلوزداد وسط العاصمة أمس، رغم تدخل قوات مكافحة الشغب لتفريقهم، رددوا خلالها شعارات مناهضة للنظام والحكومة الحالية، في الوقت الذي أكد فيه السياسيون المشاركون في المسيرة أن العد العكسي لبقاء النظام الحالي من عدمه قد بدأ في الجزائر. لم ينفع التواجد الملفت للانتباه لأفراد قوات مكافحة الشغب، في منع اعتصام العشرات من ممثلي اللجنة الوطنية للدفاع عن حقوق البطالين، القادمين من مختلف ولايات الوطن بعضهم قدم من أقصى الجنوب كولايات ورفلة وأدرار وتمنراست، إضافة إلى ولايات قسنطينة وسطيف وبرج بوعريريج وجيجل ووهران وعين تموشنت وبلعباس. وحمل المعتصمون بحضور وسائل الإعلام المحلية والأجنبية، شعارات مناوئة للمسؤولين وأخرى منددة بالحفرة والتهميش، ولافتات كتب عليها ''أعيش سعيدا أو أموت شهيدا''، كما تخلل الاعتصام الذي عرف توافد العديد من المشاركين الشباب من الجنسين، ترديد شعارات شديدة اللهجة ''بركات بركات من سرقة المليارات''، إضافة إلى تغيير الشعار المعروف ''وان تو ثري فيفا لالجيري'' بشعار آخر ''وان تو ثري أوفا لا لجيري''، تعبيرا عن سخطهم من الأوضاع السياسية والاجتماعية الحالية. وعرف التجمع، توافد أعضاء من التنسيقية الوطنية من أجل التغيير المحضرة للمسيرة الشعبية يوم 12 من هذا الشهر وسط العاصمة، كان أبرز الوجوه الحاضرة منها الإعلامي فوضيل بومالة والنائب البرلماني عن كتلة الأرسيدي بسباس الطاهر، أين أعلنوا وقوفهم مع مطالب المعتصمين، مؤكدين ''أن قرار رفع حالة الطوارئ لا يأتي إلا بمرسوم رئاسي، وإلا كيف يعقل القمع الذي تعرض له المعتصمون اليوم من طرف أفراد مصالح الأمن، في وقت كان بوتفليقة قد أعلن نيته برفع حالة الطوارئ''، كما شدد النائب البرلماني بسباس الطاهر في حديثه مع الإعلاميين أن العد العكسي لبقاء النظام الحالي من عدمه قد بدأ في الجزائر. من جهته قال الناطق باسم اللجنة الوطنية للدفاع عن حقوق البطالين، سمير لعرابة بعد مقابلته مديرين مركزيين بوزارة العمل '' قالوا لنا في الوزارة فهمناكم مثلما قالها ديغول من قبل للجزائريين في وقت الاستعمار'' وأضاف ''إذا كانت لهم نية حسنة فعليهم أن يلتزموا بوعودهم، وإلا سنواصل النضال وتنظيم مسيرات أخرى''. الجدير بالذكر، أن اللجنة الوطنية للدفاع عن حقوق البطالين، قد طالبت بتوفير عمل لائق لكل جزائري، وترسيم كل العاملين المتعاقدين كعقود ما قبل التشغيل والشبكة الاجتماعية، وتأميم الشركات الإستراتيجية وحمايتها، وأولوية التشغيل للعمالة الجزائرية في الشركات المتعددة الجنسيات. وسجل بالقرب من مقر وزارة العمل محاولة أحد عمال النظافة القادم من ولاية عين الدفلى، الإقدام على الانتحار حرقا بعد أن ضاقت به كل السبل في طرح مشاكله الاجتماعية، ورفض والي ولاية عين الدفلى الالتفات إليه كما صرح بذلك المعني.