جاء سيّدنا رسول الله بشريعة تحُثُّ على الجَمَال، وتدعو إلى الطهارة والزِّينة الطبيعية الحسنة، ولكنّها تنبذ المبالغة، وتمنَع ما يُفسِد الأخلاق والمجتمعات من الكَساء والثياب والزِّينات. دعَا سيّدنا محمّد صلّى الله عليه وسلّم الرِّجال والنِّساء جميعًا إلى النّظافة والطّهارة، حتّى إنّه ليدعوهم إلى الوضوء للصّلاة بالماء الطاهر خمس مرّات في كلّ يوم وليلة، ويدعوهم إلى غسل أيديهم إذا استيقظوا من النّوم مباشرة، وإلى الوضوء بالماء قبل النّوم، وأن يكونوا على طهارة في كلّ وقت وحين، حتّى وصف المحافظين على وضوئهم بالمؤمنين، فقال في حديثه ''لا يحافظ على الوضوء إلاّ مؤمن'' أخرجه ابن ماجه وأحمد والدارمي. وحبّب سيّدنا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في العطر والتّعطّر، وأوصَى بحسن الرّائحة في كلّ مكان، خصوصًا اجتماعات النّاس، وكان يأخُذ المِسك فيمسَح به رأسه ولحيته، ولكن ''لا يردُّ الطِّيب'' أخرجه البخاري. وقال خادمه سيّدنا أنس بن مالك رضي الله عنه: ''كانت لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم سُكَّةٌ يتطيَّب منها'' أخرجه أبو داود. ويدعو سيّدنا محمّد صلّى الله عليه وسلّم إلى تبادل العطر والتّهادي بين النّاس فيه، ويؤكّد على أنّ مَن أُهْدِيَ لهُ طِيبٌ فليقبلهُ ولا يردُّهُ. أخرجه مسلم والترمذي.