يجمع سياسيون وباحثون سألتهم'' الخبر'' عن تطور الأوضاع في اليمن، أن اليمن تمر بمنعطف خطير يتطلب من النظام الشعور بخطورته وإشراك الأطراف السياسية لإيجاد الحلول لإنقاذ البلد من الدخول في حرب داخلية، مؤكدين أن إخراج اليمن من أزماته وتوقف الاحتجاجات الشعبية لن يتم إلا بتغيير نظام الرئيس صالح. ويؤكد أستاذ علم الاجتماع السياسي بجامعة صنعاء، الدكتور فؤاد الصلاحي، أن اليمن أكثر الدول العربية حاجة للتغيير السياسي الشامل نتيجة للأزمات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية العميقة، موضحا أن اليمن بحاجة للتغيير، لكن الوعي بالتغيير لايزال غير ناضج لدى كافة الفئات والشرائح الاجتماعية، والأحزاب في المعارضة مدجنة وأكثر ارتباطا بممارسات مظهرية شكلية، بعيدة عن واقع الشباب وبعيدة عن قاعدتها الاجتماعية. وأضاف أن التغيير الشامل صعب جدا، لأن النخبة القائمة لن تسمح بمثل هذا التغيير، مؤكدا أنه في حال اتسعت المظاهرات ستكون الكلفة البشرية عالية جدا أكثر من تونس ومصر. ويعتبر الباحث في الشأن السياسي اليمني، نبيل البكيري، أن الأوضاع في اليمن أسوأ مما كانت عليه في تونس ومصر، كون الأوضاع التي أدت إلى تفجير الثورتين التونسية والمصرية هي أوضاع اقتصادية مباشرة مع بعض قضايا الحقوق والحريات، بعكس اليمن التي تعد برميل بارود قابل للانفجار في أي لحظة، فعلى مدى أربع سنوات، بعد الانتخابات الرئاسية الأخيرة في 2006م، وهي تزداد سوءا كل يوم، ففي الجنوب هنالك حراك سياسي متصاعد رفع سقف مطالبه التي بدأت كمطالب حقوقية ثم تطورت إلى سياسية، منادية بالانفصال وعودة ما كان يسمى بجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية قبل الوحدة في 22 ماي .1990 أما في الشمال فمحافظة صعدة معقل التمرد الحوثي الذي بدأ في 2004م، ولا شك أنه بعد ست جولات من الحرب قد كسب الحوثيون المعركة على الأرض وأصبحوا يديرون تلك المناطق على شكل حكم ذاتي، إضافة الى نشاط تنظيم القاعدة الذي يزداد تهديدا في اليمن والمنطقة، والوضع الاقتصادي شبة منهار بسبب الفساد المالي والتجاري. ويحذر القيادي المعارض في تكتل اللقاء المشترك المعارض، عبد السلام رزاز، السلطة من مغبة استمرارها في استخدام وسائل القمع والعنف ضد المتظاهرين وعدم الحوار الوطني الشامل مع كافة الأطراف السياسية. وأكد أن المعارضة مع مطالب الشباب للتغيير، مشيرا إلى أنه في حالة فشل الحوار ستصبح المعارضة مضطرة للنزول الى الشارع وفرض التغيير، كما جرى في تونس ومصر، ولديها برنامج تصعيدي في حالة أظهرت السلطة عدم جديتها في الحوار. وقال ''نراهن على إجراء حوار مع السلطة لمعالجة المشاكل، برغم أننا نعتقد أن النظام في اليمن لن يستسلم بسهولة وسوف يستخدم كل الوسائل لكي يحمي نفسه''. ويرى رئيس مركز أبعاد للدراسات والبحوث، نبيل البكيري، أن الحل موجود في يد الرئيس صالح وحده ويكمن في إعلانه تصحيح مسار الدولة، بدءا من تنحية أقاربه من مؤسسات الدولة العسكرية والمدنية، والبدء في حوار جدي مع الأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني والشباب بالتوازي مع إصلاحات دستورية وقضائية .