الخارجية الأمريكية والمعارضة تحمّل النظام مسؤولية القمع والجرائم شهد عدد من المحافظات اليمنية، أمس، اشتباكات عنيفة سقط فيها عشرات القتلى والجرحى، أثناء صدامات بين متظاهرين مطالبين بتغيير النظام السياسي ورحيل الرئيس صالح، وموالين للحكومة والحزب الحاكم، الذي حشد أنصاره وحرّضهم ضد المتظاهرين. دخلت المظاهرات الاحتجاجية في اليمن يومها الثامن، وأكدت مصادر محلية يمنية أن محافظة تعز، أكبر محافظة يمنية من حيث عدد السكان، شهدت مقتل شخصين وإصابة أكثر من عشرة آخرين من المحتجين المعارضين للنظام، إثر إلقاء قنبلة وسط المتظاهرين في ساحة الحرية. وقالت المصادر ذاتها إن عشرات الآلاف من المواطنين بمدينة تعز خرجت بمسيرات من كافة المساجد، أمس الجمعة، إلى ساحة الحرية معتصمين ومطالبين برحيل الرئيس صالح. وفي محافظة عدن سقط قتيل وسبعة جرحى نتيجة صدامات بين المتظاهرين وقوات الأمن التي أطلقت الرصاص الحي والقنابل المسيلة للدموع لتفريق المتظاهرين المناهضين للنظام. وكذلك خرج المئات من المواطنين في محافظة حضرموت، جنوبي اليمن، ما أدى إلى إصابة ثلاثة جرحى. أما في العاصمة صنعاء التي شهدت اعتداءات الصحفيين والإعلاميين وتكسير ومصادرة أجهزتهم الصحيفة، حيث قام رجال أمن بلباس مدني بضرب مدير مكتب قناة العربية ومصوره ومساعد المصور وتكسير الكاميرا، وحوصر مراسلو وكالات وصحف أجنبية وعربية لعدة ساعات وتهديدهم بالاعتداء عليهم في حال قاموا بتغطية ما يحدث باليمن، وسقط خلال هذه التظاهرة الحاشدة والمطالبة بسقوط النظام عشرات الجرحى نقل معظمهم إلى المستشفيات. وفي محافظة شبوة خرج لأول مرة، أمس الجمعة، السكان في مسيرات حاشدة تطالب بإسقاط النظام، حيث خرج المئات من المواطنين مرددين شعارات تطالب برحيل النظام دون حدوث صدامات مع رجال الأمن الذين انتشروا في كافة المدينة أو من قبل موالين للحكومة، الذين يطلق عليهم بلطجية النظام. وفي المقابل قامت السلطات اليمنية بحشد الآلاف من عناصر الحزب الحاكم يطلق عليهم ''بلطجية'' والعسكر مرتدين اللباس المدني وإخراجهم في مسيرات ومظاهرات رافعين صور الرئيس صالح ويحملون معهم العصي والخناجر للاعتداء على المتظاهرين المطالبين بتغيير النظام السياسي. وسيطر الموالون للحزب الحاكم على ميدان التحرير، أحد أبرز شوارع صنعاء، ونصبوا مئات الخيام. وحمّلت المعارضة اليمنية، ممثلة بتكتل اللقاء المشترك، الرئيس صالح شخصيا ما وصفتها بالمذبحة الدموية البشعة التي شهدتها مدينة عدن منذ يوم الأربعاء الماضي وحتى الجمعة، نتيجة لأعمال القمع الهستيرية التي نفذتها الأجهزة العسكرية والأمنية مستخدمة الرصاص الحي وأعمال القمع والقنابل المسيلة للدموع ضد التظاهرات الاحتجاجية السلمية. وقالت إنها جرائم دموية بشعة لا تسقط بالتقادم، ودعت إلى إقالة المسؤولين السياسيين والأمنيين المتورطين وإحالتهم على محاكمات علنية. وتسود الأوساط الاقتصادية في اليمن مخاوف كبيرة من استمرار هذه الأوضاع، والارتفاع في أسعار السلع عالميا، وهو ما قد يقود بالتالي إلى انتفاضة شعبية ضد الغلاء، خاصة وأن اليمن يستورد 90 % من احتياجاته من الخارج. ويعزز هذه المخاوف وجود نذر لتهاوي قيمة العملة المحلية بسبب تدافع المودعين لسحب ودائعهم من البنوك، والطلب المتزايد على الدولار، غير أن البنك المركزي اليمني أكد استقرار الريال اليمني وتزويد البنوك التجارية بالعملات الصعبة لتغطية الطلب، ونفى أن يكون هناك أي تراجع في دور البنك في الحفاظ على استقرار السوق. ومن جهتها دعت السفارة الأمريكية بصنعاء الحكومة اليمنية إلى الالتزام بمسؤوليتها في حماية حياة وممتلكات كافة اليمنيين وصون حقوقهم الأساسية الإنسانية والمدنية. وطالبت السفارة في بيان لها أمس الحكومة اليمنية بمنع حدوث أي اعتداءات أخرى ضد المظاهرات السلمية وضمان حصول جميع اليمنيين المؤيدين والمناهضين للحكومة على حد سواء على حقوق متساوية في حرية التعبير والتجمّع.