فيما وجهت المجاهدة جميلة بوحيرد انتقادات شديدة ل''النظام''، واصفة إياه ب''الذي سقط منذ زمان''، طالب مصطفى معزوزي، قيادي في حركة المواطنة للعروش، زعيم التجمّع من أجل الثقافة والديمقراطية، سعيد سعدي ب''الرحيل عن قيادة حزبه أولا قبل مطالبة النظام بالرحيل''. هاجم معزوزي وعدد من الناشطين والشخصيات الثورية من أسموهم أصحاب فكرة ''زج المجتمع في مواجهة مع النظام'' لكنهم طالبوا ب''مباشرة التغيير''. كما هاجم ناشطون ضمن ما يعرف ب''المبادرة لإعادة توحيد حركة المواطنة للعروش''، تحركات التجمّع من أجل الثقافة والديمقراطية، والشعارات التي يرفعها للتغيير، حيث عقدت ''المبادرة'' تجمّعا حضره قرابة مائتي (200) شخص بقاعة السينما (الجزائرية) بقلب العاصمة، وعدد من النشطين والحقوقيين وشخصيات ثورية تقدمتهم المجاهدة جميلة بوحيرد. ورغم الاختلافات في تصور آلية التغيير وسقفه الأعلى بين متدخلين في تجمّع أمس، إلا أن فكرة ''المسيرات العنيفة'' كانت محور انتقادات. وقال مصطفى معزوزي ل''الخبر''، قبل بداية النشاط، إن ''سعيد سعدي أخطأ سابقا في الشعب واليوم أخطأ في المعركة''، وتابع: ''الشعب يبحث عن وجوه جديدة في النظام والسياسيين وأيضا في الوجوه الحزبية''، ويعتقد معزوزي أن ''الشعب يئس من المواجهة في الشارع لكنه يبحث عن حوار حقيقي''، لذلك يقول: ''سعدي الذي يطالب برحيل النظام ما عليه إلا أن يرحل هو أولا من حزبه الذي يرأسه منذ 20 عاما''. وفاجأت المجاهدة جميلة بوحيرد الحاضرين بانتقادات شديدة ل''النظام''، وردت على شخص كان في القاعة هتف بشعار ''يسقط النظام'' قائلة: ''النظام سقط منذ زمان... رأيتم كيف جلب 50 ألف شرطي للعاصمة لتأمين بضعة وزراء''، وخاطبت تقول: ''السرقة موجودة والخداع كثير ومستشر، والأمل كبير في التغيير من طرف الشعب.. لقد اخترت جهة الشعب في الثورة وعقب الاستقلال وما أزال في صفه إلى اليوم''. وشارك رئيس ''الجزائر السلمية'' أمين منادي، وهو أحد الوجوه الشابة النشطة في الفترة الأخيرة، وطالب بأن ''يتم التغيير في الذهنيات قبل النظام، لأن تعددية الأفكار تبدو منعدمة''، في هذا الوقت يقول منادي ''الشباب مستقيل من السياسة ويطالب بتركه بعيدا عنها، لذلك قبل أن نطالب بالتغيير الذي هو حتمية يجب أن نتفق جميعا ونتحاور جميعا''. وفي رأي المجاهد عرباجي محمود، فإن ''مطالب التغيير يجب أن تكون سلمية''، وتابع ''نريد تغييرا في الحكومة وفي كثير من الأشياء لكن نطالب بالسلم.. نحن لسنا تونس أو غيرها لأرسل أبنائي نحو العنف''. ويوافق حميد مزار، ممثل الانتفاضة من أجل القانون والحرية، على مطلب التغيير: ''غريب أن التغيير لم يحدث منذ 50 سنة، وهذا يؤكد أن الأرضية لتحقيقه لم يحاول أحد تهيئتها''.