مبعوثان من المجلس الانتقالي في بروكسل للقاء مسؤولين أوروبيين تعيش سبع مدن ليبية على الأقل حالة حرب يومية بين الثوار وقوات القذافي، ولم ترد أية تقارير عن عدد القتلى والجرحى في هذه المواجهات. وفي الوقت الذي بدأت ملامح ''سلم الشجعان'' تلوح في الأفق بين الجانبين، في ظل الحديث عن وساطات داخلية لوقف حمام الدم، تشهد مدن راس لانوف والبريقة وأجدابيا ومصراتة والزاوية ونالوت والزنتان، منذ أيام، مواجهات واشتباكات مسلحة بين الثوار والقوات الموالية للقذافي. وخلال نهار أمس، تواصل القصف الصاروخي على راس لانوف واستهدف، لأول مرة، مباني سكنية. وناشد الأطباء، في مستشفى المدينة، العالم التدخل لتوفير الأدوية والطواقم الطبية. ولم تسلم مدينتا البريقة وأجدابيا من القصف الجوي أيضا. أما مدينة الزاوية، غربي طرابلس، فقد أعادت قوات القذافي اقتحامها بعد أيام من تحريرها من قبل الثوار. ونقل شهود عيان أن معارك تجري بين الثوار وقوات القذافي للسيطرة عليها. وقد قطعت قوات القذافي الكهرباء والهاتف والأنترنت عن سكان المدينة لمنع الاتصالات، في وقت تحدثت وسائل إعلام عن انتشار القناصة فوق أسطح البنايات القريبة من ميدان الشهداء بالزاوية. وسيطر الثوار على مدينة الزنتان. التي تقع 120 كيلومتر إلى جنوب غرب طرابلس، بينما ترابط قوات القذافي على المشارف. ولم تتحدث أية تقارير عن أعداد القتلى والجرحى في المواجهات. ولاحظ خبراء عسكريون أن القذافي بات يعتمد بشكل متزايد على القوة الجوية لمحاربة الثوار، الذين يتحركون في أماكن صحراوية مكشوفة على الشريط الساحلي. وفي بنغازي التي تعرف هدوء نسبيا، أعلن عن خطف الطبيب الأردني محمد نايف من محل إقامته في المدينة. وتتابع السفارة الأردنية في ليبيا ومنظمة ''أطباء بلا حدود'' القضية. وعلى الصعيد السياسي، أمهل المجلس الوطني الانتقالي، المتحدث باسم الثوار، العقيد معمر القذافي مدة 72 ساعة غير قابلة للتجديد للتنحي من الحكم، كشرط قبل القبول بالحوار لوقف حمام الدم، وفي هذا الإطار أكد مصطفى عبد الجليل، رئيس المجلس، أمس الثلاثاء، أن الثوار لن يلاحقوا القذافي جنائيا إذا تنحى خلال 72 ساعة وأوقف القصف. وأضاف أن هذه الشروط تم طرحها على ''محامين ناشطين من طرابلس'' يقومون بعرض وساطة، غير أنه أكد في الوقت ذاته أن الزعيم الليبي لم يرسل موفدا عنه للتفاوض مع الثوار. وقال عبد الجليل إن القذافي ''لم يرسل أي شخص، لكن هناك أناسا طرحوا أنفسهم كوسطاء لحقن الدماء ووقف ما يواجهه الناس في مصراتة''. وبالموازاة مع ذلك، نفى مسؤول حكومي ليبي بشكل قطعي أن يكون تقدم بعرض تفاوض مع الثوار. وقال الحقوقي الليبي، محمود الورفلي، لقناة ''دويتشه فيله''، إن ''أعضاء المجلس والشعب الليبي بأسره لا يثقون في مبادرات يرغب القذافي فقط أن يكسب من خلالها الوقت''. كما تحدث الورفلي عن دعوة للحوار جاءت على لسان رئيس الوزراء الليبي الأسبق، جاد الله عزوز الطلحي، الذي قال بشأنه الورفلي إنه ''رجل يحظى بالاحترام والمصداقية، لكننا نعلم أنه رهينة بيد القذافي، على غرار شخصيات أخرى وأبناء قبائل يحتجزهم القذافي، ومن غير المستبعد أن يكون قد قام بها الطلحي تحت التهديد''. ويحدث هذا في حين وصل مبعوثان من المجلس الوطني الانتقالي، أمس، إلى بروكسل، هما محمود جبريل وزير سابق وعلي العيساوي سفير سابق، للقاء مسؤولين في البرلمان الأوروبي. ومن المنتظر أن يلتقيا اليوم وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبي.